نام کتاب : أساليب بلاغية نویسنده : أحمد مطلوب جلد : 1 صفحه : 181
قَبْلِهِ
الرُّسُلُ» [١] ، وقوله : (وَما أَنْزَلَ
الرَّحْمنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ)[٢] أى : لستم فى دعواكم للرسالة عندنا بين الصدق والكذب
كما يكون ظاهر حال المدعى إذا ادعى بل أنتم عندنا كاذبون فيها.
ومنه : «ما
محمد إلّا شاعر» ووجه القصر فيه أنّه متى قيل : «ما محمد» توجه النفى إلى صفته لا
ذاته لأنّ أنفس الذوات يمتنع نفيها وإنّما تنفى صفاتها ، وحيث لا نزاع فى طوله
وقصره وما شاكل ذلك وإنما النزاع فى كونه شاعرا أو كاتبا تناولهما النفى ، فاذا
قيل : «إلا شاعر» جاز القصر. وتستعمل «غير» فى القصر استعمال «إلّا».
٢ ـ إنّما :
ويكون المقصور عليه مؤخرا وجوبا ، ومنه قوله تعالى : (إِنَّما يَخْشَى
اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ)[٣].
ومنه قول قيس
بن الرقيات :
إنّما مصعب
شهاب من الله
تجلّت عن
وجهه الظّلماء
والدليل على
أنّها تفيد القصر أمور :
الأول : كونها
متضمنة معنى «ما» و «إلّا» ، لقول المفسرين فى قوله تعالى : (إِنَّما حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ
وَالدَّمَ)[٤] ـ بالنصب ـ معناه «ما حرم عليكم إلا الميتة».
الثانى : لقول
النحاة إنّ «إنّما» لإثبات ما يذكر بعدها ونفى ما سواه.
الثالث : لصحة
انفصال الضمير معها مثل : «إنّما يضرب أنا» ، أى : «ما يضرب إلّا أنا».