نام کتاب : أساليب بلاغية نویسنده : أحمد مطلوب جلد : 1 صفحه : 165
ويكثر حذف
المسند لهذا السبب إذا كانت الجملة جوابا عن استفهام علم منه الخبر ، مثل : «أبى»
جوابا لمن سألك : «من فى الدار؟» أو إذا كانت الجملة بعد «إذا» الفجائية مثل : «خرجت
فاذا محمد» ويحتمل أن يكون الخبر «بالباب» أو «حاضر».
أو كانت الجملة
معطوفة على جملة اسمية والمبتدآن مشتركان فى الحكم مثل : «أنت مسافر وأخوك» أى :
وأخوك مسافر أيضا. ومنه قوله تعالى : (أُكُلُها دائِمٌ
وَظِلُّها)[١] أى : وظلها دائم كذلك.
٢ ـ تكثير
الفائدة : ومنه قوله تعالى : (بَلْ سَوَّلَتْ
لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ)[٢] فقوله : «فصبر جميل» يحتمل أن يكون من حذف المسند إليه
أو المسند ، فاذا حذف المسند إليه كان التقدير : «فأمرى صبر جميل» وإذا حذف المسند
كان التقدير : «فصبر جميل أجمل».
ويترجح حذف
المسند إذا كان فعلا للدواعى التى تقدمت ، ومن ذلك قوله تعالى : (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ
السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللهُ)[٣] أى : خلقهن الله. [٤]
ولا بدّ لحذف
المسند من قرينة تميزه ، والقرينة إما :
١ ـ سؤال محقق
، أى واقع ، كقوله تعالى : (وَلَئِنْ
سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللهُ)[٥] تقديره : خلقهن الله. والمعنى : يتحقق السؤال ههنا
تحققه قبل الجواب لا إنّه محقق الوقوع عند نزول الآية لأنّ فعل الشرط مستقبل
المعنى ، بل الاقتصار على لفظ الجلالة الكريمة يستدعى تقدم سؤال استغنى به عن ذكر «خلقهن».