تتشاغل عن حجتك
بمنازعته بالقيل والقال فتذهب عنك حجتك. ولا يكون لك في ذلك درك. ولا قوة إلاّ
باللّه [١].
٩ ـ حق المشاورة والنصيحة
أ
ـ حق المستشير :
وأما حق المستشير : فإن حضرك له وجه رأي
جهدت له في النصيحة ، وأشرت عليه بما تعلم أنك لو كنت مكانه عملت به ، وليكن ذلك
منك في رحمة ولين. فإن اللين يؤنس الوحشة وإن الغلظ يوحش موضع الأنس. وإن لم يحضرك
له رأي وعرفت له من تثق برأيه وترضى به لنفسك دللته عليه ، وأرشدته اليه ، فكنت لم
تأله خيرا ولم تدّخره نصحا. ولا حول ولا قوة إلاّ باللّه [٢].
ب
ـ حق المشير :
وأما حق المشير عليك فلا تتهمه فيما لا
يوافقك من رأيه إذا أشار عليك ، فإنما هي الآراء وتصرف الناس فيها واختلافهم. فكن
عليه في رأيه بالخيار إذا اتهمت رأيه ، فأما تهمته فلا تجوز لك اذا كان عندك من
يستحق المشاورة ، ولا تدع شكره على ما بدا لك من إشخاص رأيه وحسن وجه مشورته. فاذا
وافقك حمدت اللّه وقبلت ذلك من أخيك
[١] وفي رواية : إن
كنت محقا في دعواك أجملت مقاولته ولم تجحد حقه ، وإن كنت مبطلا في دعواك اتّقيت
اللّه عز وجل وتبت اليه وتركت الدعوى.
[٢] وفي رواية : ان
علمت له رأيا حسنا أشرت عليه وإن لم تعلم أرشدته الى من يعلم.