وأما حق نفسك عليك فأن تستوفيها في طاعة
اللّه [١] ، فتؤدي إلى لسانك
حقه ، وإلى سمعك حقه ، وإلى بصرك حقه ، وإلى يدك حقها ، وإلى رجلك حقها ، وإلى
بطنك حقه ، وإلى فرجك حقه ، وتستعين باللّه على ذلك.
أ
ـ حق اللسان :
وأما حق اللسان : فاكرامه عن الخنا [٢]
، وتعويده على الخير ، وحمله على الأدب ، وإجمامه إلا لموضع الحاجة والمنفعة للدين
والدنيا ، وإعفاؤه من الفضول الشنعة القليلة الفائدة التي لا يؤمن ضررها مع قلة
عائدتها ، ويعدّ شاهد العقل والدليل عليه ، وتزين العاقل بعقله حسن سيرته في
لسانه. ولا قوة إلاّ باللّه العلي العظيم [٣].
ب
ـ حق السمع :
وأما حق السمع : فتنزيهه عن أن تجعله طريقا
إلى قلبك إلا لفوهة كريمة تحدث في قلبك خيرا أو تكسبك خلقا كريما ، فانه باب
الكلام إلى القلب ، يؤدي إليه ضروب المعاني على ما فيها من خير أو شر. ولا قوة
إلاّ باللّه [٤].