responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنطق - ط دارالتعارف نویسنده : المظفر، الشيخ محمد رضا    جلد : 1  صفحه : 405

المعني من الکذب کان أکثر عذوبة وهذا معني (اکذبه اعذبه) لا کما ظنه بعض من لا قدم لا ثابتة في المعرفة. على ان التخييل وان کان کاذبا حقيقة أي في مراده الجدي أيضا فانه يأخذ أثره من النفس کما سنوضحه في البحث الآتي :

القضايا المخيلات وتأثيرها

ونزيد على ما تقدم فنقول :

ان المخيلات ليس تأثيرها في النفس من أجل انها تتضمن حقيقة يعتقد بها بل حتي لو علم بکذبها فان لها ذلک التأثير المنتظر منها لانه ما دام ان القصد منا هو التأثير على النفوس في احساساتها وانفعالاتها فلا يهم ألا تکون صادقة اذ ليس الغرض منها الاعتقاد والتصديق بها.

والجمهور والنفوس غير المهذبة تتأثر بالمخيلات اکثر من تأثرها بالحقائق العلمية لان الجمهور أو الفرد غير المهذب عاطفي أکثر من أن يکون متبصرا وهو اطوع للتخييل من الاقناع.

الا تري ان الکلام المخيل الشعري قد يجب أمرا مبغوضا للنفس وقد يبغض شيئا محبوبا لها. واعتبر ذلک في اشمئزاز بعض الناس من أکلة لذيذة قد أقبل على أکلها فقيل له : انه وقع فيها بعض ما تعافه النفس کالخنفساء مثلا أو شبهت له ببعض المهوّعات. فان الخيال حينئذ قد يتمکن منه فيعافها حتي له علم بکذب ما قيل.

ولا تنس القصة المشهورة لملک الحيرة النعمان بن المنذر مع نديمه الربيع وقد کان يأکل معه فجاءه لبيد الشاعر وهو غلام مع قومه للانتقام من الربيع في قصة مشهورة في مجامع الامثال فقال لبيد مخاطبا للنعمان :

مهلا أبيت اللعن لا تأکل معه

ان استه من برص ملمعه

وانه يدخل فيها اصبعه

يدخلها حتي يواري اشجعه

فرفع النعمان يده من الطعام وتنکر لنديمه هذا وأبي ان يستکشف صدق هذا

نام کتاب : المنطق - ط دارالتعارف نویسنده : المظفر، الشيخ محمد رضا    جلد : 1  صفحه : 405
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست