responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : آراء أهل المدينة الفاضلة ومضاداتها نویسنده : الفارابي، أبو نصر    جلد : 1  صفحه : 97

معقولة. وسائر الأشياء التي في مادة ، أو هي مادة أو ذوات مادة ، فليست هي عقولا لا بالفعل ولا بالقوة ، ولكنها معقولات بالقوة ويمكن أن تصير معقولات بالفعل. وليس في جواهرها كفاية في أن تصير من تلقاء أنفسها معقولات بالفعل. ولا أيضا في القوة الناطقة ، ولا فيما أعطي الطبع كفاية في أن تصير من تلقاء نفسها عقلا بالفعل ، بل تحتاج أن تصير عقلا بالفعل إلى شيء آخر ينقلها من القوة إلى الفعل وإنما تصير عقلا بالفعل إذا حصلت فيها المعقولات [١].

وتصير المعقولات التي بالقوة معقولات بالفعل إذا حصلت معقولة للعقل بالفعل. وهي تحتاج إلى شيء آخر ينقلها من القوة إلى أن يصيّرها بالفعل. والفاعل الذي ينقلها من القوة إلى الفعل هو ذات ما ، جوهره عقل ما بالفعل ، ومفارق للمادة ٢. فان ذلك العقل يعطي العقل الهيولاني ، الذي هو بالقوة عقل ، شيئا ما بمنزلة الضوء الذي تعطيه الشمس البصر. لأن منزلته من العقل الهيولاني منزلة الشمس من البصر. فان البصر هو قوة وهيئة ما في مادة ، وهو من قبل أن يبصر فيه بصر بالقوة ، والألوان من قبل أن تبصر مبصرة مرئية بالقوة. وليس في جوهر القوة الباصرة التي في العين كفاية في أن يصير بصرا بالفعل ، ولا في جوهر الألوان كفاية في أن تصير مرئية مبصرة بالفعل. فان الشمس تعطي البصر ضوءا يضاء به ، وتعطي الألوان ضوءا تضاء بها ، فيصير البصر ، بالضوء الذي استفاده من الشمس ،


[١] العقل الهيولاني هيئة ما في مادة معدة لقبول رسوم المعقولات.

[٢] العقل الفعّال جوهر مفارق للمادة يجعل العقل المنفعل عقلا بالفعل ويجعل المعقولات بالقوة معقولات بالفعل.

نام کتاب : آراء أهل المدينة الفاضلة ومضاداتها نویسنده : الفارابي، أبو نصر    جلد : 1  صفحه : 97
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست