نام کتاب : آراء أهل المدينة الفاضلة ومضاداتها نویسنده : الفارابي، أبو نصر جلد : 1 صفحه : 51
والأسماء التي تدل على الكمال والفضيلة
في الأشياء التي لدينا ، منها ما يدل على ما هو للشيء في ذاته ، لا من حيث هو مضاف
إلى شيء آخر خارج عنه ، مثل الموجود الواحد والحيّ؛ ومنها ما يدل على ما هو للشيء
بالاضافة إلى شيء آخر خارج عنه ، مثل العدل والجوّاد. وهذه الأسماء ، أما فيما
لدينا ، فإنها تدل على فضيلة وكمال ، تكون اضافته إلى شيء آخر خارج عنه جزءا من
ذلك الكمال حتى تكون تلك الاضافة جزءا من جملة ما يدل عليه بتلك الأسماء ، بأن
يكون ذلك الاسم ، أو بأن تكون تلك الفضيلة وذلك الكمال قوامه بالاضافة إلى شيء آخر
[١]. وأمثال هذه
الأسماء ، متى نقلت وسمي بها الأول ، قصدنا أن يدل بها على الاضافة التي له إلى
غيره بما فاض منه من الوجود ، فينبغي أن لا نجعل الاضافة جزءا من كماله ، ولا أيضا
نجعل ذلك الكمال ، المدلول عليه بذلك الاسم ، قوامه بتلك الاضافة ، بل ينبغي أن
ندل به على جوهر وكمال تتبعه ضرورة تلك الاضافة. وعلى أن قوام تلك الاضافة بذلك
الجوهر ، وعلى أن تلك الاضافة تابعة لما جوهره ذلك الجوهر الذي دلّ عليه بذلك
الاسم [٢].
[١] في الأشياء التي
لدينا تدل الأسماء إما على ما هو للشيء في ذاته ، وإما على ما هو للشيء بالاضافة
إلى غيره.
[٢] بالنسبة لله هذه
الأسماء تدل على الاضافة التي له إلى العالم. ـ ولكن ليست الاضافة جزءا من كمال
الله ولا يقوم كمال الله بتلك الاضافة.
نام کتاب : آراء أهل المدينة الفاضلة ومضاداتها نویسنده : الفارابي، أبو نصر جلد : 1 صفحه : 51