responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحسين في طريقه إلى الشهادة نویسنده : الهاشمي الخطيب، علي بن الحسين    جلد : 1  صفحه : 87

وعلى ثلاثة أميال من زبالة في موضع الزرع نبات شيح وغيره يُقال له : (العثيران) ورقه أكبر من ورق (السنخ) عيدانه بيض ، وعلى أربعة أميال من زبالة علم للخيزران البطن الذي فيه النبات ، ومنه يعدل يسرة إلى التنانير حتّى يبلغ إلى أميال يسيرة على الطريق ، وبناء خرب يُقال له : ذات التنانير ، وهو على اثني عشر ميلاً من زبالة بالأميال الصغار ، وهو قاع كثير السدر. وذكر ابن جبير قال : زبالة : هي قرية معمورة وفيها قصر مشيد من قصور الأعراب ومصنعان للماء وآبار ، وهي من مناهل الطريق الشهيرة ، ونزلنا عندما ارتفع النهار من اليوم المذكور. ولزبالة ذكر كثير في أشعار الشعراء. قال بعض الأعراب :

ألا هل إلى نجدٍ وماء بقاعِها

سبيلٌ وأرواحٌ بها عطراتِ

وهل لي إلى تلكَ المنازلِ عودةٌ

على مثلِ تلكَ الحالِ قبلَ مماتي

فأشربُ من ماءِ الزلالِ وأرتوي

وأرعى مع الغزلان في الفلواتِ

وألصقُ أحشائي برملِ (زُبالةٍ)

وآنسُ بالظلماتِ والظبياتِ

ويُنسب إلى زبالة جماعة منهم حسّان الزبالي حدّث عن زيد بن الحباب [١]. قال أرباب السير : وعندما حطّ الحسين (عليه السّلام) رحله في زبالة أتاه نعي رسوله إلى أهل الكوفة (عبد الله بن يقطر) ، فعندها خطب الناس ، وقال : «بسم الله الرحمن الرحيم. أمّا بعد ، فإنّه أتانا خبر فظيع ؛ قتل مسلم بن عقيل وهاني بن عروة وعبد الله بن يقطر ، وقد خذلتنا شيعتنا ، فمَنْ أحبّ منكم الانصراف فلينصرف في غير حرج ليس معه ذمام». قال أهل السير : فتفرّق الناس عنه وأخذوا يميناً وشمالاً حتّى بقي في أصحابه الذين جاؤوا معه من المدينة ، ونفر يسير ممّن انضموا إليه. وإنّما فعل ذلك ؛ لأنّه (عليه السّلام) علم أنّ الأعراب الذين اتّبعوه إنّما اتّبعوه بظنّهم أنّه يأتي إلى بلد قد استقامت له طاعة أهله ، فكره أن يسيروا معه إلاّ وهم يعلمون على ما يقدمون عليه. ولمّا كان السحر أمر أصحابه فاستسقوا ماءً وأكثروا ، ثمّ رحل بظعنه من زبالة متوجّهاً إلى القاع.


[١]انظر ابن الأثير ـ اللباب في تهذيب الأنساب ـ ١ / ٤٩٣.

نام کتاب : الحسين في طريقه إلى الشهادة نویسنده : الهاشمي الخطيب، علي بن الحسين    جلد : 1  صفحه : 87
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست