وروي أنّ الرشيد حجّ في بعض الأعوام ، فلمّا أشرف على الحجاز تمثّل بقول الشاعر :
أقولُ وقد جزنا زرودَ عشيةً
وراحت مطايانا تؤمُ بنا نجدا
على أهلِ بغدادَ السلامُ فإنّني
أزيدُ بسيري عن بلادهمُ بعدا
ولقد أكثر الشعراء بذكر زرود في أشعارهم ، كمهيار الديلمي بقوله :
ولقد أحنُّ إلى زرودَ وطينتي
من غيرِ ما جُبلت عليهِ زرودُ
ويشوقني عجفُ الحجازِ وقد طفا
ريفُ العراقِ وظلّهُ الممدودُ
ويغرّدُ الشادي فلا يهتزّني
وينالُ منّي السائقُ الغرّيدُ
ما ذاك إلاّ أنّ أقمارَ الحمى
أفلاكهنَّ إذا طلعنَ البيدُ
وجاء ذكر زرود بشعر بن سنان الخفاجي ، قال :
يا زمانُ الخيفِ هل من عودةٍ
يسمحُ الدهرُ بها من بعدِ ضنِّ
أرضينا بثنيّاتِ اللوى
عن زرودٍ يا لها صفقةُ غبنِ
وللشيخ عباس الملا علي (ره) يذكر زرود بقوله [١] :
ضربوا في رُبى زرودٍ خياما
ألا تناءت تلكَ الرُّبى والخيامُ
ما حنيني إلى زرودٍ ولا را
مهُ لولاهمُ بهالي مرامُ
أنعموا بالوصالِ عيني زمانا
ثمّ صدّوا فصدَّ عنها المنامُ
واصلوني حتّى إذا ملكوا القل
بَ جفوني فاعتادَ جسمي السقامُ
لم يراعوا يومَ الوداعِ ذماماً
لمحبٍّ وللمحبِّ ذمامُ
أمنَ العدلِ أنّهم يومَ بانوا
أيقضوا جفني القريحَ وناموا [٢]
وهناك شعر كثير يذكر ، ويترد فيه اسم زرود فليطلب من مضانّه ، وفي
[١] من ديوان الشيخ عباس الملا علي البغدادي النجفي الذي أخرجه حدثاً الاُستاذ اليعقوبي إلى عالم النشر ، مع تعاليق مفيدة ، وتاجم بعض الممدوحين وغيرهم.
[٢] وأرقّ منه قول مهيار :
رحلتم وعمرُ الليلِ فينا وفيكمُ
سـواءٌ ولكن ساهرونَ ونوّمُ