وقال المقدسي : فيد : مدينة بحصنين
عامرة واسعة الماء [١]
، وقال ابن أيوب صاحب حماة : وفيد عن الكوفة مئة وتسعة فراسخ [٢]
، وقال الحموي : وهي عامرة إلى الآن يودع الحجاج فيها أزوادهم ، وما يثقل من
أمتعتهم عند أهلها ، فإذا رجعوا أخذوا أزوادهم ، ووهبوا لمَنْ أودعوه عنده شيئاً
من ذلك ، وهم مغوثة للحاج في مثل ذلك الموضع المنقطع. ومعيشة أهلها من ادّخار
العلوفة طول العام إلى أن يقدم الحجاج فيبيعونه عليهم [٣].
قالوا : وأوّل مَنْ حفر فيه حفراً في الإسلام أبو الديلم مولى يزيد بن عمر بن
هبيرة ، فاحتفر المعين التي هي اليوم قائمة وأساحها ، وغرس عليها فكانت بيده حتّى
قام بنو العباس فقبضوها من يده ، هكذا قال السكوني. وشعر زهير وهو جاهلي يدلّ [على]
أنّه كان فيها شرب ، وذلك قوله :
ثُمَّ اِستَمَرّوا وَقالوا إِنَّ
مَشرَبَكُمْ
ماءٌ بِشَرقِيِّ سَلمى فَيدُ أَو
رَكَكُ
وفيد بشرقي سلمى كما ذكر ، وسلمى جبل
طيء ؛ ولذلك أقطع رسول الله (صلّى الله عليه وآله) زيداً فيد لأنّها بأرضه. وأوّل
أجبله على ظهر طريق الكوفة بين الأجفر وفيد جُبيل عنيزة ، وهو في شقّ بني سعد بن
ثعلبة من بني أسد بن خزيمة ، وإلى جنبه ماءة يُقال لها :