الكوفي تاريخ سنة ٥٣١
هـ ، وما وقف عليه ، وفي ثانيهما بالحفر أيضاً كتابة بالخطّ المغربي لم أتبين
رسمها. ونقلت التاريخ فإذا هو سنة ٣٠١ هـ كما تبينته من حضرة الأثري يوسف أفندي.
قال أرباب السير : ولمّا وصل الحسين (عليه
السّلام) بظعنه إلى التنعيم لقى بها عيراً أُقبل بها من اليمن ، وقد بعث بها بحير
بن ريسان الحميري إلى يزيد بن معاوية ، وكان عامله على اليمن ، وعلى العير الورس [١]
والحلل ينطلق بها إلى يزيد ، فأخذها الحسين (عليه السّلام) فانطلق بها ، ثمّ قال
لأصحاب الإبل : «لا أُكرهكم ؛ مَنْ أحبّ أن يمضي معنا إلى العراق أوفيناه كراه
وأحسنّا صحبته ، ومَنْ أحبّ أن يفارقنا من مكاننا هذا أعطيناه من الكراء على قدر
ما قطع من الأرض». قال : فمَنْ فارقه منهم حوسب فأوفى حقّه ، ومَنْ مضى منهم معه
أعطاه كراه وكساه [٢].
قال أرباب التاريخ : وراح الحسين يواصل السير إلى الصفاح.
ومرّ بالصفاحِ بالأهلِ وبا
لصَحبِ ويتبعُ الخُطى أثر الخُطى
(الصفاح) : بالكسر وآخره خاء مهملة ، موضع بين حنين وأنصاب الحرم
على يسرة الداخل إلى مكّة من مشاش [٣].
قال الأزرقي [٤]
: القطع أو الصفاح في طريق نجد والعراق ، والأنصاب على رأس ثنية الخل منتهى الحرم.
وقال ابن بليهد : الصفاح في اللغة يُطلق على سفح كلّ جبل أو كثيب صفحته ؛ فصفحته
جانبه ، ويُطلق لفظ الصفحة على جانب السيف. والموضع الذي يُقال له الصفاح معروف
[١]الورس : نبات
كالسمسم يصبغ به ، ويتّخذ الغمرة منه. والغمرة : الزعفران. قال البروني : الورس
يجلب من اليمن ، وقيل : يُحمل من أرض الحبش. انظر صفة المعمورة / ١٤٠. ، طبع
استنبول.