ومعه ملعقة فتناولت
منه ملاعق وانتبهت من نومي ، ففتح الله عليَّ من بركة تلكم الأكلات وتعلّمت
جانباً من الإشارات وأخبار المصائب واللطائف والكنايات ، ووقفت على
أسرارها فلم يسبقني بعد ذلك أحد ، وكلّما مرّت الأيّام يزداد نشاط العقل في
هذا المجال حتّى بلغت غايتي ونلت مرامي [١].
٤٥ ـ الحجّاج بن زيد السعدي
ضبطه بعضهم الحجّاج بن بدر التميمي ، وآخرون
قالوا : الحجّاج بن يزيد. وقال المامقاني : الحجّاج بن زيد السعدي التميمي
البصري ، حامل كتاب يزيد بن مسعود النهشلي من البصرة إلى الإمام عليهالسلام
يخبره عن لحاقه به.
وفي زيارة الناحية : «السلام على
الحجّاج بن زيد السعدي».
وفي الزيارة الرجبيّة : «السلام على
الحجّاج بن يزيد» بدل «زيد». واحتمال التصحيف وارد.
[١] قال العلّامة
الحاج النوري قدسسره
بعد نقله هذه الحكاية : أمره فيما ذكره أعظم من أن يوصف ، ومقامه في هذا
المضمار أعلى من أن يعرف ، وقد هجم عليه في هذه السنة التي هاجر
فيها إلى النجف جلّ الفضلاء وأعاظم العلماء ، وأقتبس من أنوار تحقيقاته ،
وصار تحت منبره في
شهر رمضان وعاشوراء ويوم الجمعة ويوم الخميس محفلاً عظيماً يغبطه سكّان
الملأ الأعلى ،
ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ، اللهمّ ارزقنا منه شيئاً.
وفي ترجمته قال : العالم
الجليل والمعظّم النبيل الشيخ الأعظم الرفيع الشأن اللّامع البرهان ، كشّاف
حقائق الشريعة بطرائف البيان ، لم يطمثهنّ قبله إنس ولا جان ، ناموس العصر
وفريد الدهر ، الفقيه النبيه والواعظ الوجيه ، الزاهد العابد الراكع الساجد
صاحب الكشف
والكرامات ، النور الأزهر ابن الحسين مولانا الشيخ جعفر الشوشتري طاب ثراه
وجعل الجنّة مثواه ،
كان من أكابر علمائنا المجتهدين وأفاخم فقهائنا المحقّقين وأعاظم أصحابنا
المحدّثين ، جمع
بين صناعات العلوم من معقولها .. الخ كلماته بطولها ، ولد في تستر ونشأ بها
وتوفّي سنة
١٣٣٣ في شهر صفر ودفن في النجف ، رضوان الله عليه.