قال أهل السير : إنّ معاوية لمّا دنا
أجله بعث على نغله يزيد ، وكان والياً على حمص [١]
، يأمره بالقدوم إليه ، فأقبل إليه الرسول وكان يزيد على سطح الدار ، فسمع النحيب ،
نظر إلى سطح الدار فرأى الرسول واقفاً ، فقال له ويلك مات معاوية؟ قال : لا ، فأنشأ
[يزيد] يقول :
جاءَ البَريدُ بِقِرطاسٍ يحثُّ به
فأوجس القلبُ من قِرطاسه جزعا
قلنا : لك الويلُ ماذا في صحيفتكم؟
قال الخليفةُ أضحى مدفنا وَجعا
[١] في ولاية يزيد (لعنه
الله) على حمص ، قال بها الذهبي في تاريخ دول الإسلام : ٣٧.
حمص : مدينة مشهورة قديمة وكبيرة ، بناها
رجل يقال له : حمص بن المهر ، وتقع في بلاد الشام بين دمشق وحلب ، وتعتبر من المدن
الاسلامية المهمّة ، فيها مشهد أمير المؤمنين علي عليهالسلام ، فيه عمود عليه موضع إصبعه عليهالسلام ، (هكذا يقال) ويقال ايضاً : أنّ فيها
قبر (قنبر) مولى أمير المؤمنين عليهالسلام
، وقبر سفينة مولى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
، وبها قبور لأولاد جعفر الطيار عليهالسلام
، وإن شئت التفصيل أكثر فراجع معجم البلدان للحموي : ٢ / ٣٠٢ وفيه : إنّ يزيد بن
معاوية كان والياً عليها في خلافة أبيه.