الشجاعة حالة طبيعية وهي عزيزة الحصول
في البشر ، وقلّ ما تراها في بعض الرجال ، وفي الحقيقة هو فرع من الجنون ، ولقد
قال أمير المؤمنين عليهالسلام
: «جنونان لا أخلاني الله منهما الشجاعة والكرم». لان الشجاعة هي عبارة عن بذل
النفس ، وتوجّه الشجاع إلى العدم وهي تضحية تجاه الحياة السعيدة ، وتسلم الشجاع
نفسه للموت وعلى الأخص إذا كان المقابل له شجاعاً أعظم قوّة منه من حيث العدة
والاستعداد ، وهناك يعلم المنازل أنّ للحرب رحى طحانة تطحن الهام وتقضي على المهج ،
وبها تزهق النفوس الغالية ، فهو لا يعبأ بها للغريزة التي فيه من الشجاعة.
وقد قيل : إن الشجاعة قسمان : غريزية
وكسبية ، فالكسبية تحصل بالتمرين والممارسة ، فترى الرجل إذا باشر الحرب يحصل
بعدها على القوّة في الجنان ، ولا يعبأ بمنازلة الأقران. وأمّا الغريزية فهي من
طبيعة الإنسان من حيث هو شجاع ، وربما تكون الشجاعة وراثة خلفاً عن سلف ، وقد جمعت
الخصال الحميدة كلها في بني هاشم لاسيّما الشجاعة.