فطلبهما ، فقالوا : له
: افترقا وسمعناهما يقولان كذا وكذا ، فقال رشيد : رحم الله ميثماً ، نسي ويزاد في
عطاء الذي يجيء بالرأس مائة درهم ، ثم أدبر .. فقال القوم : هذا والله اكذبهم.
فقال القوم : والله ما ذهبت الأيام والليالي
حتى رأينا ميثماً مصلوباً على باب عمرو بن حريث ، وكذلك قتل حبيب بن مظاهر مع
الحسين عليهالسلام
وجيء برأسه ، ورأينا كلّما قالوه [١].
وذكر أهل السير : أنّ حبيب بن مظاهر كان
ممن كاتب الحسين عليهالسلام
وحبّذ له القدوم الى الكوفة ، وكان رحمه الله هو ومسلم بن عوسجة يأخذان البيعة
للحسين في الكوفة ، حتى إذا دخل عبيدالله ابن زياد الكوفة وخذل أهلها عن مسلم بن
عقيل أخفوهما عشايرهما ، ولمّا ورد الحسين عليهالسلام
كربلاء خرجا إليه مختفيين يسران الليل ويكمنان النهار حتى وصلى إليه ليلة السابعه
أو الثامنة من المحرم.
وذكر صاحب «أسرار الشهادة» : أنّه لمّا
نزل الحسين عليهالسلام
كربلاء عقد اثني
ورجليك ولسانك؟ فقلت :
يا أمير المؤمنين آخر ذلك في الجنّة؟ فقال عليهالسلام
: يا رشيد أنت معي في الدنيا والآخرة.
قالت : فوالله ما ذهبت الأيام والليالي
حتى أرسل إليه عبيد الله بن زياد فدعاه الى البراءة من أمير المؤمنين عليهالسلام فأبى أن يتبرأ منه ، فقال له الدعي : فأيّ
ميتة قال لك مولاك تموت؟ فقال : أخبرني خليلي إنك تدعوني الى البراءة منه فلا
أتبرأ ، فتقدمني قتقطع يدي ورجلي ولساني ، فقال : والله لأكذبن قوله فيك. قالت : فقدّموه
فأمر به فقطعت يديه ورجليه وترك لسانه ، فحملت أطراف يديه ورجليه فقلت له : يا
أبتاه هل تجد ألماً أصابك؟ فقال : لا يا بنية إلا كالزحام بين الناس ، فلمّا احتملناه
واخرجناه من القصر اجتمع الناس حوله ، فقال : ائتوني بصحيفة ودواة أملي لكم ما
يكون الى يوم الساعة! فأرسل إليهم الحجام فقطع لسانه فمات في ليلته رحمهالله عليه ، انتهى. انظر رجال الكشي : ٧٥ / ١٣١.