ذكر صاحب إبصار العين ، قال : كان زهير
بن القين البجلي رجلاً شريفاً ، شجاعاً له في المغازي مواقف مشهورة وكان أولاً
عثمانياً ، حجّ سنة ستين من الهجرة بأهله ثم عاد من الحج فوافق الحسين عليهالسلام في الطريق.
حدّث جماعة من فزارة وبجليه ، قالوا : كنا
مع زهير بن القين البجلي حين أقبلنا من مكة نساير الحسين عليهالسلام ، فلم يكن شئ أبغض
علينا من أن ننازله في منزل ، فإذا نزل الحسين تقدم زهير ، وإذا سار الحسين تخلف
زهير ، فلم نزل هكذا حتى صرنا في منزل لم نجد بدّاً من أن ننازله فيه ، فنزل
الحسين جانبا ونزل زهير إلى جانب آخر ، فبينما نحن جلوس نتغذى إذا برسول الحسين قد
أقبل علينا حتى دخل الخيمة ، فسلم عينا فرددنا عليهالسلام
ثم قال : يا زهير إنّ الحسين يدعوك. قال : فطرح كل انسان ما كان في يده ، حتى كأن
على رؤوسنا الطير.
قال ابو مخنف ، حدّثتني دلهم بنت عمرو
زوجه زهير ، قالت : فقلت له يا سبحان الله أيبعث إليك الحسين ثم لا تجيبه؟! فأجبه
واسمع منه كلامه ثم انصرف. قال : ثم مضى إليه زهير ، فما لبث إن جاء مستبشراً وأمر
بفسطاطه وثقله فقوّض وحمل الى الحسين عليهالسلام.
ثم قال : أنت طالق ، إلحقي بإهلك فإني لا