لمّا كاتب الحسين بن علي عليهالسلام أشراف أهل البصرة
ورؤسائهم يدعوهم إلى نصرته ؛ واللزوم تحت طاعته ، أجابه من أجابه كيزيد بن مسعود
النهشي ، ومعه اثنا عشر ألف ، لكنّهم فاتتهم نصرة الحسين عليهالسلام إذ إنّهم خرجوا من
البصرة متّجهين إلى الحسين عليهالسلام
فوافاهم خبر قتله في بعض الطريق ، فرجعوا خائبين من نصرته.
وأما الذين سعدوا ورزقوا الشهادة فهم
ستة كما ذكرهم أهل المقاتل ، أولهم : عبدالله الفقعسي ، وكان شيخاً كبيراً طاعناً
في السن ، وولده أربعة والسادس هو سعيد بن مرة التميمي ، أمّا سبب خروج هذا الشيخ
وولده [١] على ما يروى أنّه
كان إمرأة من أهل البصرة تسمى مارية بنت منقذ العبدي ، وكانت تتشيّع ، وهي من ذوي
البيوت والشرف ، وقد قتل زوجها وأولادها يوم الجمل مع أمير المؤمنين عليهالسلام ، وقد بلغها أنّ
الحسين عليهالسلام
كاتب أشراف أهل البصرة ودعاهم إلى نصرته ، وكان عندها ناد يجتمع فيه الناس فجائت
وجلست بباب مجلسها وجعلت تبكي ، حتى علا صراخها فقام الناس في وجهها وقالوا لها : ما
عندك ومن