إسنتصر الحسين عليهالسلام جماعة في طريقه الى
كربلاء ، وألقى عليهم الحجج وحذّرهم من سماع واعيته ، وكان استنصاره لهم تارة
بلسانه ، وتارة بإرسال رسول من قبله إلى من يستنصره ، وتارة بالكتب ، فمنهم من
أجاب ورزق الشهادة معه ، وسُعد في الدارين بل وحضى السعادة الأبدية ، ومنهم من
اعتذر بتجارة له ، ومنهم من لم يجبه على ذلك بشيء وبعدها أسف وندم على ما فاته من
فضل الشهادة ، فالذي أجاب الحسين عليهالسلام
لمّا دعاه لنصرته هو «زهير بن القين البجلي رحمه الله» ، وأرسل عليه الحسين أثناء
الطريق وطلب منه النصرة ، فأجاب ورزق الشهادة وحظي بالسعادة والذي اعتذر بتجارته
هو «عمرو بن قيس المشرفي» ـ كما ذكره صاحب أسرار الشهادات ـ قال عمرو :
دخلت على الحسين عليهالسلام أنا وابن عمّ لي وهو
في «قصر بني مقاتل» فسلّمنا عليه ، فقال له ابن عمّي : يا أبا عبدالله هذا الذي
أرى خضاب أو شعرك؟ فقال [عليهالسلام]
: «خضاب ، والشيب إلينا بني هاشم يعجل» ، قال : ثمّ أقبل عليهالسلام علينا ، وقال : جئتما
لنصرتي؟ قال عمرو : وقلت له : سيدي إنّي رجل كبير السن ، كثير الدين ، كثير العيال
، وفي يدي بضائع للناس ما أدري ماذا يكون من أمرك ، وأكره أن اُضيّع أمانتي ، وقال
له ابن عمّي مثل ذلك : فقال لنا : «إذاً انطلقا ولا تسمعا لي