نام کتاب : الموجز في أصول الفقه نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 175
الفصل الخامس
حجّية قول اللغوي
إنّ لإثبات الظهور
طرقا ذكرناها في محلّها [١] بقي الكلام في حجّية قول اللغوي في إثباته وتعيين الموضوع
له ، وقد استدلّ جمع من العلماء على حجّية قول اللغوي بأنّ الرجوع إلى قول اللغوي
من باب الرجوع إلى أهل الخبرة ، ولا إشكال في حجّية قول أهل الخبرة فيما هم خبرة
فيه.
أشكل عليه : بأنّ
الكبرى ـ وهي حجّية قول أهل الخبرة ـ مسلّمة ، إنّما الكلام في الصغرى وهي كون
اللغوي خبيرا في تعيين الموضوع له عن غيره ، وبالتالي في تعيين المعنى الحقيقي عن
المجازي ، مع أنّ ديدن اللغويين في كتبهم ذكر المعاني التي شاع استعمال اللفظ فيها
، سواء كان معنى حقيقيا أم مجازيا.
ولكن يمكن أن يقال
: أنّ أكثر المعاجم اللغوية وإن كانت على ما وصفت ، ولكن بعضها ألّف لغاية تمييز
المعنى الأصلي عن المعنى الذي استعمل فيه بمناسبة بينه وبين المعنى الأصلي ، وهذا
كالمقاييس لمحمد بن فارس بن زكريا (المتوفّى ٣٩٥ ه) فقد قام ببراعة خاصة بعرض
أصول المعاني وتمييزها عن فروعها ومشتقاتها ، ومثله كتاب أساس البلاغة للزمخشري (المتوفّى
٥٣٨ ه).
ومن سبر في الأدب
العربي يجد أنّ سيرة المسلمين قد انعقدت على الرجوع
[١] راجع مقدّمة
الكتاب ، بحث علائم الحقيقة والمجاز.
نام کتاب : الموجز في أصول الفقه نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 175