إذا نجس القليل
الواقف فلتطهيره طرق يتوقّف بيانها على تمهيد مقدمة ، وهي أنّه :
هل يكفي في
تطهير الماء مجرّد اتّصال المطهّر به؟ أو لا بدّ من الممازجة؟
فقد اختلف في
ذلك كلام الأصحاب ، وظهر من فتوى جماعة منهم فيه الاضطراب.
فممّن صرّح [١] باشتراط
الامتزاج المحقّق في المعتبر ؛ فإنّه ذهب في مسألة الغديرين إلى أنّ اتّصال القليل
النجس منهما بالكثير الطاهر غير كاف في تطهيره [٢] ، وقد سبق نقل عبارته في ذلك.
وممّن صرّح
بعدم اعتباره وجعل المناط مجرد الاتصال ، الفاضل الشيخ علي [٣] ووالدي [٤]رحمهماالله.
وقال العلّامة
في المنتهى في مسألة الغديرين : « لو وصل بين الغديرين بساقية اتّحدا ، واعتبر
الكرّية فيهما مع الساقية جميعا. أمّا لو كان أحدهما أقلّ من الآخر ولاقته نجاسة
فوصل بغدير بالغ كرّا ، قال بعض الأصحاب : الأولى بقاؤه على النجاسة ؛ لأنّه ممتاز
عن الطاهر ، مع أنّه لو مازجه وقهره لنجّسه. وعندي فيه نظر ؛ فإنّ الاتّفاق واقع
على أنّ تطهير ما نقص عن الكرّ بإلقاء كرّ عليه.