وقال عليهالسلام
مخاطباً لأهل الكوفة : يا أهل الكوفة ، أخبركم بما يكون قبل أن يكون
لتكونوا منه على حذر ولتنذروا به من اتعظ واعتبر ، كأني بكم تقولون : أن
علياً يكذب ، كما قالت قريش لنبيها وسيدها نبي الرحمة محمد بن عبدالله حبيب
الله ،
فيا ويلكم أفعلى من أكذب !؟ أعلى الله ، فأنا أول من عبده ووحّده ، أم على
رسوله ،
فأنا أول من آمن به وصدّقه ونصره ! كلّا ، ولكنّها لَهْجَة خَدْعَة كُنتم
عنها
أغبياء. [٢]
الخامس : العلم
وهو من المقدمات الضرورية الأُخرى
للصدّيق ، فلا يمكن للذي لا يعلم أن يكون صدّيقاً في الحديث والمواقف كلّها
، ذلك العلم الإلهي الذي يستلزم أن يكون صاحبه ممن آمن برسالة السماء
والغيب إيمان قلب وعقيدة لا إيمان لسان وعواطف.
ومن المعلوم بأن أبا بكر لم يكن عالماً
بكل ما قاله رسول الله ، فتراه يسأل الصحابة عن الأحكام ، وقد نشاهده خطّاءً يفتي بأمر يختلف معه فيه بعض الصحابة ، [٣]
لكنّ هذا الأمر لم يكن في عليٍّ ؛ إذ الكل يشهد بعلمه وقضائه.
فقد روى الحاكم النيسابوري بإسناده عن
ابن عباس ( رض ) وعن جابر بن
[١] تاريخ دمشق ٤٢ : ٣٢
، مسند أحمد ١ : ٩٩ ، كشف الغمة ١ : ٨١ ، نظم درر السمطين : ٨٢ ، مجمع الزوائد ٩ : ١٠٢ ، كنز العمال ٣ : ١٢٢ / ٣٦٣٩١.