نام کتاب : من هو الصدّيق ؟ ومن هي الصدّيقة ؟ نویسنده : الشهرستاني، السيد علي جلد : 1 صفحه : 89
الآخر بلا شك ، ونحن
مأمورون بالتمسك بالقرآن والعترة معاً ؛ لأنهما العاصمان من الضلالة ،
ولأنهما قرينان مقترنان لا يفترقان حتى يردا على رسول الله الحوض.
فلا ترى فرقة من الفرق الإسلامية قد
ادعت في مذهبها باستمرارية الاقتران ـ بين القرآن والعترة حتى ورودهما على
الحوض ـ إلا ما لوحظ عند الشيعة الإمامية القائلين بإمامة الأئمة الاثني
عشر ، أوّلهم الصدّيق الأكبر ، وآخرهم مهديهم المنتظر ، وهو معنى آخر لما
جاء عن رسول الله من قوله : خلفائي اثنا عشر كلهم من قريش ، [١]
فتحديد خلفاء الرسول باثني عشر هو دليل على طول عمر الإمام الثاني عشر ـ
الذي تعتقد الشيعة وكثير من أعلام العامة بوجوده اليوم حياً غائباً ـ وأنّه
باق مقترن بالقرآن حتى يردا الحوض ، ومن هنا قال الإمام علي عن أهل بيته
وهو يخاطب كميل بن زياد :
... اللّهم بلى ، لا تخلو الأرض من قائم
لله بحجة ، إما ظاهراً مشهوراً أو خائفاً مغموراً ، لئلا تبطل حجج الله
وبيناته ، وكم ذا ؟ وأين أولئك ؟ أولئكَ واللهَ الأقلّون
عدداً ، والأعظمون عند الله قدراً ، يحفظ الله بهم حججه وبيناته حتى
يودعوها نظراءهم ، ويزرعوها في قلوب أشباههم ، هجم به العلم على حقيقة
البصيرة ، وباشروا روح اليقين واستلانوا ما استوعره المترفون ، وأنسوا بما
استوحش منه الجاهلون ، وصحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالمحل الأعلى.
أولئك خلفاء الله في أرضه ، والدعاة إلى دينه ، آه آه شوقاً إلى رؤيتهم. [٢]
وقال عليهالسلام
: أين الذين زعموا أنهم الراسخون في العلم دوننا ؟ كذباً وبغياً علينا ، أن
رفعنا الله ووضعهم ، وأعطانا وحرمهم ، وأدخلنا وأخرجهم ، بنا يستعطى
[١] صحيح مسلم ٦ : ٤
باب الناس تبع لقريش ، عن جابر بن سمرة قال سمعت رسول الله يقول لا يزال
الدين قائماً حتى تقوم الساعة ويكون عليهم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش.