نام کتاب : من هو الصدّيق ؟ ومن هي الصدّيقة ؟ نویسنده : الشهرستاني، السيد علي جلد : 1 صفحه : 129
فوقفت على شجرة من
أشجار الجنة لم أر في الجنة أحسن منها حُسناً ولا أبيض منها ورقة ولا أطيب
منها ثمرة ، فتناولت ثمرة من ثمرتها فأكلتها ، فصارت نطفة في صلبي ، فلمّا
هبطت الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة ، فإذا أنا اشتقت إلى رائحة الجنة
شممت ريح فاطمة. [١]
بلى ، إن فاطمة الزهراء عليهاالسلام
مخلوقة من أحسن ثمار
الجنّة ، ومن شجرة طوبى ، ثمّ حلت في رحم امرأة من خيرة نساء العالمين هي
خديجة ، التي أعطت كل ما تملك لرّبها ، ولما حضرتها الوفاة لم يكن لها كفن
تكفن به ، فأنزل الله لها كفناً مع
جبرائيل.
فحريٌّ بهذه السيدة أن تكون الصدّيقة
والمحدّثة والعليمة ؛ لأنّ لها أُمّاً كخديجة ، وأبا كرسول الله ، وبعلاً
كعلي ، وأولاداً كالحسن والحسين ، وقد أدرك هذه المنزلة لفاطمة حتى النصارى
، فقال أسقف النصارى لما رأى رسول الله وعلياً وفاطمة والحسن والحسين يوم
المباهلة : يا معشر النصارى إني لأرى وجوهاً لو شاء الله أن يزيل جبلاً من
مكانه لأزاله بها ، فلا تباهلوا فتهلكوا ولا يبقى على
وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة. [٢]
هل فكّرت في مفردات القرآن : (
أَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ )
و ( نِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ ) و ( أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ ) فمن هو علي ؟ ومن هي الزهراء ؟ ومن هو
الحسن ومن هو الحسين ؟ إنّها مفردات معنوية وأسماء سماوية يجب الوقوف عندها والتأمل فيها.
إن فاطمة وأباها جوهر واحد ، وعلي
والرسول نفس واحدة ، وقد زوّج رسول الله علياً بفاطمة ، لأنه كفؤها وليس
لها كفؤ غيره ، وذلك بأمر من الرب الجليل ، فرزقهم الله أولاداً طاهرين
مطهرين معصومين هم أئمة المسلمين.