نام کتاب : من هو الصدّيق ؟ ومن هي الصدّيقة ؟ نویسنده : الشهرستاني، السيد علي جلد : 1 صفحه : 112
يصلي ، فقال أبو بكر
في نفسه : إن للصلاة حرمة وحقاً ، فترك الناسك ولم يمتثل أمر رسول الله. [١]
٤ ـ ثباته على الدين وعدم انقلابه على
الأعقاب ، وخطبة الزهراء عليهاالسلام
صريحة في انقلاب القوم على أعقابهم ، وفي حديث الحوض وآية الانقلاب ما يؤكد ذلك.
هذا ، والملاحظ في سيرة أبي بكر أنه كان
يقدّم المصلحة على الفروض الإلهية حينما تدعوه مصلحته إلى ذلك ، إذ أبطل
الحدّ عن خالد بن الوليد برغم إجماع المسلمين على لزوم قتله ، وقد كان عمر
بن الخطاب ممن يرى قتله ، لكونه زنى بزوجة مالك بن نويرة وهي في العدّة ،
لكنّ أبا بكر رفض إجراء الحد قائلاً : ... يا عمر ! تأوّل فأخطأ ، فارفع
لسانك عن خالد فإني لا أشيمُ سيفا سلّه الله على الكافرين. [٢]
ولما أصرّ أبو قتادة الأنصاري ـ الذي
شهد الزنا وكان في السريّة مع خالد ـ على موقفه ، دعاه أبو بكر ونهاه عن ذلك. [٣]
وبمنطق التأويل وبمنطق كون أعدائه
كافرين ـ وإن كانوا في الواقع مسلمين ـ عَذَرَ أبو بكر خالداً لاحتياجه إليه في مواقف أُخرى.
وبنفس هذه الوتيرة عفى عن الأشعث بن قيس
حين ارتدَّ ، وقد تأسف أبو بكر عند موته من فعلته هذه بقوله : ثلاث ...
وثلاث ... وثلاث ، وعدّ من اللاتي ودّ فعلها ولم يفعلها : ضرب عنق الاشعث
حين جيء به أسيراً ، فإنه يخيّل إليّ أنه لا يرى شراً إلّا أعان عليه. [٤]
[١] مسند أبي يعلى ٦ :
٣٤١ ح ٣٦٦٨ ، حلية الأولياء ٣ : ٢٢٧ ، مسند أحمد ٣ : ١٥ ، البداية والنهاية ٧ : ٣٣٠.
[٢] تاريخ الطبري ٢ :
٥٠٣ وانظر طبقات ابن سعد ٧ : ٣٩٦ ، البداية والنهاية ٦ : ٣٥٤ ، الإصابة ٥ : ٧٥٥ ،
وغيرها.