نام کتاب : لمحات من المعاد نویسنده : الصدر، السيد علي جلد : 1 صفحه : 77
يوم
لا ينفع الحذر إذ عاينوا الهول الشديد فاستكانوا ، وعرف المجرمون بسيماهم
فاستبانوا.
فانشقت
القبور بعد طول انطباقها ، واستسلمت النفوس إلى الله بأسبابها ، كشف عن الآخرة
غطاؤها ، فظهر للخلق أنباؤها ، فدكت الأرض دكاً دكاً ومدت لأمر يراد بها مداً مداً
، واشتد المبادرون إلى الله شداً شداً ، وتزاحفت الخلائق إلى المحشر زحفاً زحفاً ،
ورد المجرمون على الأعقاب رداً رداً ، وجد الأمر ويحك يا إنسان جداً جداً ، وقربوا
للحساب فرداً فرداً ، وجاء ربك والملك صفاً صفاً ، يسألهم عما عملوا حرفاً حرفاً ،
وجيء بهم عراة الأبدان ، خشعاً أبصارهم ، أمامهم الحساب ، ومن ورائهم جهنم ، يسمعون
زفيرها ، ويرون سعيرها ، فلم يجدوا ناصراً ولا ولياً يجيرهم من الذلّ ، فهم يعدون
سراعاً إلى مواقف الحشر ، يساقون سوقاً.
فالسماوات
مطويات بيمينه كطي السجل للكتب ، والعباد على الصراط وجلت قلوبهم ، يظنون أنهم لا
يسلمون ولا يؤذن لهم ، فيتكلمون ولا يقبل منهم فيعتذرون ، قد ختم على أفواههم
واستنطقت أيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون.
يا
لها من ساعةٍ ما أشجى مواقعها من القلوب حين ميز بين الفريقين ، فريق في الجنة
وفريق في السعير ، من مثل هذا فليهرب الهاربون ، إذا كانت الدار الآخرة لها فليعمل
العاملون» [١].
٢ ـ حديث ياسر الخادم عن الامام الرضا
عليه السلام انه قال :
«إن أوحش ما يكون هذا الخلق في ثلاثة
مواطن : يوم يولد ويخرج من بطن أمه فيرى الدنيا ، ويوم يموت فيعاين الآخرة وأهلها
، ويوم يبعث فيرى أحكاما لم يرها في دار الدنيا.