responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تنزيه الأنبياء عمّا نسب إليهم حثالة الأغبياء نویسنده : ابن خمير    جلد : 1  صفحه : 77

شرح قصة آدم [١]

عليه‌السلام

في أكله من الشّجرة بعد ما نهي عنها.

اختلف النّاس في هذه القصّة اختلافا لا يكاد ينضبط ، وذلك لأن الله تعالى ما نصّ على معصية لنبيّ إلا لآدم ـ عليه‌السلام ـ خصوصا. فلمّا كان ذلك وجد أهل الدّعاوى وأهل الحيرة مع ما دهاهم من عدم التّحقيق وكيد الوسواس سبيلا إلى الإخلال بحقّه ـ عليه‌السلام ـ حتى سطّروا في الضّبائر [٢] وأفصحوا على المنابر بأن قالوا : إذا كان رأس الدّنّ درديّا [٣] فما ظنّك بقعره!.

وهذه وصمة تجرّ إلى تنقيصه وتنقيص من بعده من الأنبياء ـ عليهم‌السلام ـ وهو مقصودهم في ذلك ، وشرحوا قوله تعالى : (فَلَمَّا ذاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما) [الأعراف : ٧ / ٢٢] أنهما لمّا عصيا سلب الله عنهما أنوار الرّبوبيّة الرّوحانيّة التي كانت فاضت عليهما منه ؛ تعالى عمّا يصفون. فظهر لهما الجسم التّرابيّ المجبول على المعصية ، فعلما إذ ذاك أنّه منه أتي عليهما ، فأوجبوا المعاصي للأجسام التّرابية ، وأنبياء الله تعالى كلّهم أجسام ترابيّة ، وهي ظاهرة لهم [٤].

وهذا أقلّ ما نسبوه لآدم ـ عليه‌السلام ـ.


[١] شرح قصّة آدم عليه‌السلام في : تنزيه الأنبياء للشريف المرتضى ٩ ، وعرائس المجالس ٣٠ ، وابن كثير ١ / ٥٠ ، وتفسير الطبريّ ١ / ١٨١ ، وتاريخ الطبري ١ / ١٦٠ ، وتفسير القرطبيّ ١ / ٢٩٨ ـ ٣٢٣.

[٢] الضّبائر جمع الضّبيرة ، على وزن فعيلة ، والمشهور في ذلك : الإضبارة ، وهي الحزمة من الصّحف ، وهي التي يقال لها في بعض البلدان : الملفّ.

[٣] الدّرديّ عكر الزّيت ، ويكون ـ لثقله ـ في قعر الدّنّ أو الظّرف ، وفي العبارة استغراب وتعجّب ، وفيها مبالغة أيضا.

[٤] روى ابن عباس رضي‌الله‌عنه في تفسير الآية الكريمة قال : تقلّص النور الذي كان لباسهما فصار أظفارا في الأيدي والأرجل ، نقله القرطبي ٧ / ١٨٠.

نام کتاب : تنزيه الأنبياء عمّا نسب إليهم حثالة الأغبياء نویسنده : ابن خمير    جلد : 1  صفحه : 77
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست