نام کتاب : تنزيه الأنبياء عمّا نسب إليهم حثالة الأغبياء نویسنده : ابن خمير جلد : 1 صفحه : 68
وأمّا قول الله ـ عز
وجل ـ لنبيّه ـ عليهالسلام : (وَتُخْفِي فِي
نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيهِ) [الأحزاب : ٣٣ /
٣٧]. يعني من تزويجها الّذي أمرتك به أو أعلمتك به.
وأمّا قوله تعالى
: (وَتَخْشَى النَّاسَ) [الأحزاب : ٣٣ / ٣٧] ، أي تخشى من قول النّاس ، على حذف حرف
الجر كأنه يقول : تخشى من النّاس أن يقولوا فيك فيأثموا ويهلكوا ، (وَاللهُ
أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ) أي تخشى منه على النّاس وللنّاس حتى يقع مرادي فيك وفي
النّاس ، إذ ليس احتياطك يغني عنهم من الله شيئا ، فلا عليك ممّن قال ولا ممّن أثم
، فأنا أعلم بما يقولون وبما أجازيهم. كما قال تعالى له : (لَيْسَ
لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ) [آل عمران : ٣ /
١٢٨] ، و (لَيْسَ عَلَيْكَ هُداهُمْ) [البقرة : ٢ / ٢٧٢] ، و (إِنَّكَ لا تَهْدِي
مَنْ أَحْبَبْتَ) [القصص : ٢٨ / ٥٦]
إلى غير ذلك.
وأمّا أن يكون
الرسول صلىاللهعليهوسلم يخشى النّاس من غير مراعاة لهذا القدر وما أشبهه ، فحاشا
وكلاّ ، وكيف وقد قال تعالى بعد هذه الآية : (الَّذِينَ
يُبَلِّغُونَ رِسالاتِ اللهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلاَّ اللهَ) [الأحزاب : ٣٣ / ٣٩] فقد زكّى الله تعالى أنبياءه بأنّهم
أفردوه بالخشية ، فلو كان الرسول ـ عليهالسلام ـ يخشى النّاس لأجل النّاس لتناقض الخبر ، والتّناقض في
خبر الله ورسوله محال.
وأمّا
ما خاف أن يقوله النّاس فيهلكوا ، فهو على خمسة أوجه :
أحدها
: ما جرت به عادات
الجهلة المتكبّرين على الموالي فيقولون : كيف يسوغ له أن يعمد إلى كريمة من كرائمه
وأقرب النّاس إليه نسبا فيزوّجها لعبده؟!.
والثاني
: وهو أشدّ عليهم في
الإنكار أن يقولوا : كيف رضي أن يتزوّجها بعد عبده؟!
الثالث
: أن يقولوا : إنّما
حمله على ذلك حبّه لها وشغفه بها.
نام کتاب : تنزيه الأنبياء عمّا نسب إليهم حثالة الأغبياء نویسنده : ابن خمير جلد : 1 صفحه : 68