نام کتاب : تنزيه الأنبياء عمّا نسب إليهم حثالة الأغبياء نویسنده : ابن خمير جلد : 1 صفحه : 62
أدرك زوّجه رسول
الله صلىاللهعليهوسلم زينب المذكورة. وبقي معها حتّى أمر الله تعالى نبيّه عليهالسلام أن يتزوّجها ؛ أو أخبره به كما سيأتي في شرح الآية ، إن شاء الله تعالى.
وما تقوّله
المنافقون والجهلة المجازفون من أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم رآها وأحبّها وشغف بحبّها حتى كان يضع يده على قلبه ويقول
: يا مقلّب القلوب ثبّت قلب نبيّك! ويدخل عليه زيد المسجد ويقول : «ادن منّي يا
زيد» ، شوقا إليها! ، إلى غير ذلك من هذيانات لا يرضاها صلحاء المسلمين لأنفسهم
فكيف سيّد المرسلين [١]!؟ فكلّ ذلك باطل متقوّل [٢].
وكذلك قولهم :
إنّه ـ عليهالسلام ـ رآها فأحبّها ، تخرّص وزور ، وكيف وقد تربّت في حجر رسول
الله صلىاللهعليهوسلم حتّى زوّجها لزيد ، على أنّه لو أحبّها كما اختلقوه لم
يدركه في ذلك لوم فإن الحبّ أمر ضروريّ لا يدخل تحت الكسب ، جاء عنه صلىاللهعليهوسلم أنه قال [٣] : «اللهمّ إنّي عدلت فيما أملك فاغفر لي ما لا أملك». يعني
: عدلت فيما أكسب فاغفر لي ما لا أكسب ، فلم يكره العقلاء الحبّ إلاّ لما يكون معه
للمحبّين من الطّيش ، والميل ، والذّكر بما لا ينبغي ، وطلب الظّفر بالمحبوب على
الوجوه الفاسدة.
وهذه الأمور كلّها
لا تليق بصلحاء المسلمين ، فكيف بسادات المرسلين المعصومين ممّا دون ذلك كما تقدم؟!
[١] تنظر في
المطوّلات من كتب التفسير ، ومنه في القرطبي ١٤ / ١٨٨ ـ ١٩٦.
[٢] قال القرطبي في
التفسير ١٤ / ١٩١ (فأمّا ما روي أن النبيّ صلىاللهعليهوسلم
هوي زينب امرأة زيد ـ وربّما أطلق بعض المجّان لفظ عشق ـ فهذا إنما يصدر عن جاهل
بعصمة النبي صلىاللهعليهوسلم
عن مثل هذا ، أو مستخف بحرمته).
[٣] ورد الحديث في
مسند الإمام أحمد ٦ / ١٤٤ برواية أخرى ، من حديث عائشة رضي الله عنها ، قالت :«كان
رسول الله صلىاللهعليهوسلم
يقسم بين نسائه ، فيعدل ... ثم يقول : اللهمّ هذا فعلي فيما أملك ، فلا تلمني فيما تملك ولا
أملك».
وقول المؤلّف : (فإنّ الحبّ أمر ضروريّ)
أي فطريّ.
نام کتاب : تنزيه الأنبياء عمّا نسب إليهم حثالة الأغبياء نویسنده : ابن خمير جلد : 1 صفحه : 62