نام کتاب : تنزيه الأنبياء عمّا نسب إليهم حثالة الأغبياء نویسنده : ابن خمير جلد : 1 صفحه : 12
وكانت رحلة
العلماء وطلبة العلم مألوفة لأغراض علميّة واضحة ، أو لأسباب أخرى تذكر في تراجم
الأدباء أو تغفل.
وعلّل الدكتور
محمد بن شريفة سبب إغفال ترجمة ابن خمير الأموي في مقالته عنه في مجلّة دار الحديث
الحسنيّة ، العدد العاشر ، فقال : إن مؤلف الكتاب هذا كان ذا مزاج حارّ ولسان حادّ
، وقلم سيّال في انتقاد بعض معاصريه ، وأنّه ـ كما يستظهر ويتوقّع ـ وقعت له
خصومات معهم ، وأنّه لا يستبعد أن يكون هذا سببا في خمول ذكره.
وهذا اجتهاد من
الصّديق الكريم ووجهة نظر ، وإن كان المألوف أن تتوجّه الأنظار إلى أصحاب هذه
الأوصاف والمواقف ، ولا ننسى كما يظهر من مجريات الكتاب ومن مواقف المؤلف في كتبه
الأخرى أنه كان يقرّع نفرا من الجهلة بالأخبار والتواريخ ، القصاصين وأشباه
الرّواة ، وليس لهؤلاء منزلة عند المؤرخين وأصحاب التراجم في حكم المعتاد والمألوف
المعروف.
وقلّة المعلومات
والأخبار عن مؤلف هذا الكتاب ، ابن خمير السبتي حجبت عنّا أسماء شيوخه الذين أخذ
عنهم ، وقد اجتهد الدكتور بن شريفة أن يكون المؤلف أخذ عن أبي محمّد عبد الله بن
عبيد الله الحجري السبتي المتوفى سنة (٥٩١ ه) الذي كان شيخ سبتة ، بل شيخ المغرب
والأندلس في وقته [١].
على أن ابن خمير
ذكر في شيوخ أبي عبد الله محمد بن عبد الله الأزدي السبتي (٥٦٧ ـ ٦٦٠ ه) كما نصّ
ابن عبد الملك المراكشي في الذيل والتكملة ٨ / ٣٠٤.
وكان هذا القاضي
الفقيه من تلاميذ الحجري أيضا ، ولعل هذا يجعل ابن خمير والحجري في طبقة واحدة.