responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 95

أبي في خباء له وعنده جون مولى أبي ذر الغفاري ، وهو يعالج سيفه ويصلحه ، وأبي ينشد تلك الأبيات ، فأعادها مرّتين أو ثلاثاً حتّى فهمتها وعرفت ما أراد ، فخنقتني العبرة فرددتها ولزمت السكوت ، وعلمت أنّ البلاء قد نزل. وأمّا عمّتي ، فإنّها لمّا سمعتْ ما سمعتُ ـ وهي امرأة ، ومن شأن النّساء الرقّة والجزع ـ لم تملك نفسها أنْ وثبتْ تجرّ ثوبها حتّى انتهت إليه ، ونادت : وآ ثكلاه! ليت الموت أعدمني الحياة ، اليوم ماتت اُمّي فاطمة وأبي علي وأخي الحسن ، يا خليفة الماضي وثمال الباقي! فنظر إليها الحسين (ع) ، وقال : يا اُخيّه ، لا يذهبنّ حلمك الشيطان. فقالت : بأبي واُمّي! أتستقل؟! نفسي لك الفداء. فردت عليه غصّته ، وترقرقت عيناه بالدموع ، ثمّ قال : لو تُرك القطا ليلاً لنام. فقالت : يا ويلتاه! أفتغتصب نفسك اغتصاباً ، فذلك أقرح لقلبي وأشدّ على نفسي؟! وخرّت مغشيّة عليها ، فقام إليها الحسين (ع) فصبّ على وجهها الماء حتّى أفاقت ، فقال لها الحسين (ع) : يا اُختاه ، تعزَّي بعزاء الله ؛ فإنّ سكّان السّماوات يفنون ، وأهل الأرض كلّهم يموتون ، وجميع البريّة يهلكون ، وكلّ شيء هالكٌ إلاّ وجهه الذي خلق بقدرته ، ويبعث الخلق ويعيدهم وهو فرد وحده. جدّي خيرٌ منّي ، وأبي خيرٌ منّي ، واُمّي خيرٌ منّي ، وأخي خيرٌ منّي ، ولي ولكلّ مسلم برسول الله (ص) اُسوة. ثمّ قال لها : يا اُختاه ، إنّي أقسمت عليك فأبرّي قسمي ، لا تشقّي عليّ جيباً ، ولا تخمشي عليّ وجهاً ، ولا تدعي عليّ بالويل والثبور إذا أنا هلكت».

اُختُ يا زينبُ اُوْ

صيكِ وصايَا فاسمعي

إنّنيْ في هذهِ الْ أرضِ

مُلاقٍ مصرعي

فانظُمي حالَ اليتامَى

بعد فقْدي واجمَعي

واصْبري فالصَّبرُ منْ

خِيمِ كرامِ المَنزعِ

كلُّ حيٍّ سيُنَحْحِيهِ

عن الأحياءِ حَينْ

واجمَعي شملَ اليتامَى

بعدَ فَقدي وانظُمِي

أطْعمِي مَن جاعَ منهُمْ

ثمّ روِّي مَن ظَمِي

واعلَمِي أنّيَ فيْ

حفظِهمُ طُلَّ دمِي

ليتَني بينهُمُ

كالأنفِ بين الحاجبَينْ

نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 95
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست