نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن جلد : 1 صفحه : 74
المجلس الثالث والثلاثون
لمّا قُتل مسلم بن عقيل وهاني بن عروة
رضوان الله عليهما ، أمر ابن زياد كاتبه عمرو بن نافع أن يكتب إلى يزيد ما كان من
أمر مسلم وهاني ، فكتب الكاتب فأطال ـ وكان أول مَن أطال في الكتب ـ فلمّا نظر فيه
عبيد الله ، كرهه وقال : ما هذا التطويل؟ وما هذا الفضول؟ اكتب : أمّا بعد ،
فالحمد لله الذي أخذ لأمير المؤمنين حقّه وكفاه مؤونة عدوّه. أخبر أمير المؤمنين
أنّ مسلم بن عقيل لجأ إلى دار هاني بن عروة المرادي ، وإنّي جعلت عليهما المراصد
والعيون ودسست إليهما الرجال وكدتهما حتّى أخرجتهما وأمكن الله منهما ، فقدّمتهما
وضربت أعناقهما ، وقد بعثت إليك برأسيهما مع هانئ بن أبي حيّة الوداعي والزبير بن
الأروح التميمي وهما من أهل السّمع والطاعة والنّصيحة ، فليسألهما أمير المؤمنين
عمّا أحب من أمرهما ؛ فإنّ عندهما علماً وصدقاً وورعاً ، والسّلام. فكتب إليه يزيد
: أمّا بعد ، فإنّك لمْ تعد إنْ كنت كما اُحب ، عملت عمل الحازم وصلت صولة الشجاع
الرابط الجأش ، وقد أغنيت وكفيت ، وصدّقت ظنّي بك ورأيي فيك ، وقد دعوت رسولَيك
فسألتهما وناجيتهما فوجدتهما في رأيهما وفضلهما كما ذكرت فاستوص بهما خيراً ،
وأنّه قد بلغني أنّ حسيناً قد توجّه إلى العراق ، فضع المناظر والمسالح واحترس ،
واحبس على الظنّة واقتل على التهمة ، واكتب إليّ فيما يحدث من خير إنْ شاء الله. ولمّا
بلغ الحسين (ع) مقتل مسلم وهاني ، قال : «إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، رحمة الله
عليهما» ، يردّد ذلك مراراً. ولقيه الفرزدق الشاعر فسلّم عليه وقال : يابن رسول
الله ، كيف تركن إلى أهل الكوفة وهم الذين قتلوا ابن عمّك مسلم بن عقيل وشيعته؟!
فاستعبر الحسين (ع) ثمّ قال : «رحم الله مسلماً ، فلقد صار إلى رَوح الله وريحانه
، وتحيّاته ورضوانه ، أما أنّه قد قضى ما عليه وبقي ما علينا» ، ثمّ أنشأ يقول :
فإنْ تكُنْ الدُّنيا تُعدُّ نفيسةً
فإنّ ثوابَ اللهِ أعلى وأنبلُ
نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن جلد : 1 صفحه : 74