responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 68

تخبرنّ أحداً من النّاس بشيء ممّا اُخبرك به. قال : نعم. فأخذت عليه الأيمان فحلف لها فأخبرته ، فاضطجع وسكت ، فلمّا أصبح غدا إلى عبد الرحمن بن محمّد ابن الأشعث فأخبره ، فأقبل عبد الرحمن حتّى أتى أباه ـ وهو عند ابن زياد ـ فسارّه ، فعرف ابن زياد سراره فقال : قم فأتي به السّاعة. وبعث معه عبيد الله بن العبّاس السّلمي في سبعين رجلاً من قيس حتّى أتوا الدار التي فيها مسلم ، فلّما سمع مسلم وقع حوافر الخيل وأصوات الرجال ، علم أنّه قد اُتي فخرج إليهم بسيفه ، واقتحموا عليه الدار ، فشدّ عليهم يضربهم بسيفه حتّى أخرجهم من الدار ، ثمّ عادوا إليه فشدّ عليهم كذلك ، فاختلف هو وبكر بن حمران الأحمري ضربتين ؛ فضرب بكر فم مسلم فقطع شفته العليا وأسرع السّيف في السفلى وفصلت له ثنيتاه ، وضربه مسلم في رأسه ضربة منكرة وثنّاه باُخرى على حبل العاتق كادت تطلع إلى جوفه. فلمّا رأوا ذلك ، أشرفوا عليه من فوق البيت وأخذوا يرمونه بالحجارة ، ويلهبون النّار في أطناب القصب ثمّ يرمونها عليه من فوق البيت ، فلمّا رأى ذلك خرج مصلتا سيفه في السكّة ، فقال محمّد بن الأشعث : لك الأمان ، لا تقتل نفسك. فقال مسلم : وأيّ أمان للغدرة؟! ثمّ أقبل يقاتلهم وهو يرتجز ويقول :

أقسمت لا اُقتلُ إلاّ حُرّا

وإنْ رأيتُ الموتَ شيئاً نُكرا

أكرهُ أنْ اُخدعَ أو اُغرّا

أو أخلطَ الباردَ سخناً مُرّا

ردَّ شُعاعُ النَّفسِ فاسْتَقرّا

كلُّ امرئٍ يوماً يُلاقي شَرّا

أضربُكُمْ ولا أخافُ ضَرّا

فنادوه : إنّك لا تُكذب ولا تُغر. فلمْ يلتفت إلى ذلك إلى أنْ قتل منهم واحداً وأربعين رجلاً ـ على ما رواه ابن شهر آشوب ـ ، وتكاثروا عليه بعد أنْ اُثخن بالجراح ، فطعنه رجل من خلفه فخرّ إلى الأرض ، فاُخذ أسيراً. وفي رواية المفيد : أنّه أخذ بالأمان بعد أنْ عجز عن القتال. فاُتي ببغلة فحُمل عليها واجتمعوا حوله وانتزعوا سيفه ، فكأنّه عند ذلك يئس من نفسه ، فدمعت عيناه ثمّ قال : هذا أول الغدر. فقال له محمّد بن الأشعث : أرجو أنْ لا يكون عليك بأس. فقال : وما هو إلاّ الرجاء ، أين أمانكم؟ إنّا لله وإنّا إليه راجعون. وبكى ، فقال له عبيد الله بن العبّاس السلمي : إنّ مَن يطلب مثل الذي تطلب ، إذا نزل به مثل ما نزل بك لم يبكِ. فقال : والله ، ما لنفسي بكيت ولا لها من القتل أرثي ، وإنْ كنت لم اُحبّ لها طرفة عين تلفاً ، ولكنّي أبكي لأهلي المقبلين ؛ أبكي الحسين وآل الحسين ثمّ أقبل على محمّد بن الأشعث فقال : يا عبد الله ، إنّي أراك والله ستعجز عن أماني ، فهل عندك خير؟ تستطيع أنْ تبعث من عندك رجلاً على لساني أنْ يبلّغ حسيناً ، فإنّي لا أراه إلاّ وقد

نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 68
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست