نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن جلد : 1 صفحه : 650
بدمه ، وقد خُرق
جوفه واستُخرجت كبده ، وقد غطّاه النّبي (ص) بردائه ، فلم يستر جسده بل بقيت رجلاه
مكشوفتين ، فستره النّبيُّ (ص) بالحشيش ، فوقفت عليه اُخته صفيّة ، فقال النّبي (ص)
لولدها الزّبير : «قُل لاُمّك لتَكفّنّ عن البكاء ، ولترجع إلى خدرها». وأمّا
الثّانية ، فهي زينب بنت أمير المؤمنين عليهماالسلام
، وهي أعظمهنَّ شجناً وأشدَّهنّ حُزناً ، وأكثرهنَّ كرباً وأوجعهنَّ قلباً ؛ وذلك لِمَا
رأت من المصائب التي لم تُسبق ولم تُلحق بمثلها أبداً ، ولمّا قُتل أخوها الحسين (ع)
، حمل ابن سعد نساءه وبناته وأخواته ومَن كان معه من الصّبيان ، وساقوهم كما يُساق
سبي التّرك والرّوم ، فقالت النّسوة : بحقِّ الله ، إلاّ ما مررتم بنا على مصرع
الحسين (ع). فمرّوا بهم على الحسين وأصحابه عليهمالسلام
وهم صرعى ، فلمّا نظرت النّسوة إلى القتلى ، صحن وضربن وجوههنَّ. قال الرّاوي : فوالله
، لا أنسى زينب بنت علي عليهماالسلام
وهي تندب الحسين (ع) ، وتُنادي بصوت حزين وقلب كئيب : يا مُحمّداه! صلّى عليك مليك
السّماء ، هذا حُسينك مرمّل بالدماء ، مقطوع الأعضاء ، وبناتك سبايا ـ إلى أن قالت
ـ بأبي مَن لا غائب فيُرتجى ، ولا جريح فيُداوى! بأبي المهموم حتّى قضى! بأبي
العطشان حتّى مضى! بأبي مَن شيبته تقطر بالدماء. أمّا اُخت عمرو ، فهوّن حزنها على
أخيها أنّ قاتله رجل شريف جليل وهو علي بن أبي طالب (ع) ، وافتخرت بذلك ، وكانت
العرب تفتخر بكون القاتل شريفاً ، ويزيد في حزنها على القتيل كون قاتله وضيعاً ؛
وأمّا اُخت مرحب ، فهوّن ما بها إكرام رسول الله (ص) لها ؛ وأمّا اُخت حمزة ، فهوّن
حزنها على أخيها أنْ بقي لها رسول الله (ص). أمّا زينب ، فزاد في حزنها وعظيم
مصابها أنّ قاتل أخيها شمر بن ذي الجوشن النّذل الرّذل ، ولم يبقَ لها مَن تتسلّى
به إلاّ زين العابدين (ع) ، وقد نهكته العلّة وأضرّ به المرض ، فما أعظم مصيبتها ،
وأجلّ رزيتها!
لَمْ أدرِ أيَّ رزاياهُمْ اُعدِّدُها
هيهاتَ لمْ اسْتَطعْ عَنهُنَّ
تَعبيرَا
نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن جلد : 1 صفحه : 650