نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن جلد : 1 صفحه : 618
وعليه ثياب مشمّرة ،
فلمّا قام ومشينا بين يديه ، رفع رأسه إلى السّماء وكبّر أربع تكبيرات ، فخُيّل
إلينا أنّ الهواء والحيطان تجاوبه ، والقوّاد والنّاس على الباب وقد تزيّنوا
ولبسوا السّلاح وتهيَّؤوا بأحسن هيئة ، فلمّا طلعنا عليهم بهذه الصّورة حفاة قد
تشمّرنا ، وطلع الرضا (ع) وقف وقفة على الباب ، وقال : «الله أكبر الله أكبر ، الله
أكبر على ما رزَقَنا من بهيمة الأنعام ، والحمد لله على ما أبلانا». ورفع بذلك
صوته ورفعنا أصواتنا ، فتزعزعت مرو من البكاء والصّياح ، فقالها ثلاث مرّات ، فسقط
القوّاد عن دوابّهم ورموا بخفافهم لمّا نظروا إلى أبي الحسن (ع) ، وصارت مرو ضجّةً
واحدةً ، ولم يتمالك النّاس من البكاء والضجّة. وكان أبو الحسن (ع) يمشي ويقف في
كلّ عشر خطوات وقفه ، فيكبّر الله أربع مرّات ، فيُخيّل إلينا أنّ السّماء والأرض
والحيطان تجاوبه ، فبلغ المأمون ذلك ، فقال له الفضل بن سهل ذو الرئاستين : إنْ
بلغ الرضا المُصلّى على هذا السّبيل افتتن به النّاس ، وخفنا كلُّنا على دمائنا ، فالرأي
أنْ تسأله أنْ يرجع. فبعث إليه المأمون : قد كلّفناك شططاً وأتعبناك فارجع ، وليصلِّ
بالنّاس مَن كان يُصلّي بهم. فدعا بخُفِّه فلبسه ورجع. ودخل دعبل بن علي الخُزاعي
على الرضا (ع) بمرو ، فقال له : يابن رسول الله ، إنّي قد قلت فيك قصيدة ، وآليت
على نفسي أنْ لا أنشدها أحداً قبلك. فقال (ع) : «هاتها». فأنشده :
مَدارِسُ آياتٍ خَلَت مِن تِلاوَةٍ
وَمَنزِلُ وَحيٍ مُقفِرُ العَرَصاتِ
فلمّا بلغ إلى قوله :
أَرى فَيئَهُم في غَيرِهِم
مُتَقَسَّماً
وَأَيديهُمْ مِن فَيئِهِمْ صَفِراتِ
بكى أبو الحسن الرضا (ع) ، وقال له : «صدقت
يا خُزاعي». فلمّا بلغ إلى قوله :
إِذا وُتِروا مَدّوا إِلى واتِريهِمُ
أَكُفّاً عَنِ الأَوتارِ مُنقَبِضاتِ
جعل أبو الحسن (ع) يقلب كفيه ويقول : «أجل
والله منقبضات». فلمّا بلغ إلى قوله :
لَقَد خِفتُ في الدُّنيا وَأَيّامِ
سَعيِها
وَإِنّي لأَرجو الأَمنَ بَعدَ وَفاتي
قال الرضا (ع) : «آمنك الله يوم الفزع
الأكبر». فلمّا انتهى إلى قوله :
نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن جلد : 1 صفحه : 618