responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 571

الأعظم لا يحيد عنه ، فقال له أهل بيته عليهم‌السلام : لو تنكّبته كما فعل ابن الزّبير الذي ذهب على طريق الفرع ؛ لئلاّ يلحقك الطّلب. فأبت نفسه أنْ يُظهر خوفاً أو عجزاً ، وقال : «والله ، لا اُفارقه حتّى يقضي الله ما هو قاضٍ». ولمّا قال له الحُرُّ : اُذكّرك الله في نفسك ؛ فإنّي أشهد لئن قاتلت لتُقْتلنَّ ، أجابه الحسين (ع) مُظهراً له استهانة الموت في سبيل الحقِّ ونيل العزِّ ، فقال له : «أفبالموتِ تُخوفني؟! وهل يعدو بكم الخطبُ أنْ تقتلوني؟ وسأقول كما قال أخو الأوس وهو يُريد نُصرة رسول الله (ص) ، فخوّفه ابن عمّه وقال : أين تذهب فإنّك مقتول. فقال :

سأمضِي وما بالموتِ عارٌ على الفتَى

إذا ما نوَى حقّاً وجاهدَ مُسلمَا

اُقدِّمُ نفسي لا اُريدُ بقاءَها

لتلقَى خميساً في الوغَى وعرمرَما

فإنْ عشتُ لمْ أندمْ وإنْ متُّ لمْ اُلَمْ

كفى بك ذلاّ ً أنْ تعيشَ فتُرغَما»

يقول الحسين (ع) : ليس شأني شأن مَن يخاف الموت ، ما أهون الموت عليّ في سبيل نيل العزِّ وإحياء الحقّ. ليس الموت في سبيل ذلك إلاّ حياة خالدة ، وليست الحياة مع الذّل إلاّ الموت الذّي لا حياة معه ، «أفبالموتِ تخوفني؟!» هيهات! طاش سهمك وخاب ظنّك ، أنا لستُ من الذين يخافون الءئموت ويختارون حياة الذّل خوف الموت ؛ إنّ نفسي لأكبر من ذلك ، وهمّتي لأعلى من أنْ أحمل الضّيم خوفاً من الموت .. وهل تقدرون على أكثر من قتلي؟ مرحباً بالقتل في سبيل الله ، ولكنّكم لا تقدرون على هدم مجدي ومحو عزّي وشرفي ، وما دام ذلك سالماً لي فلا اُبالي بالقتل. وهو القائل : «موتٌ في عزٍّ ، خيرٌ من حياة في ذلّ». وكان يحمل يوم الطّفِّ ويقول :

الموتُ خيرٌ منْ ركوبِ العار

والعارُ أولَى منْ دخولِ النَّارِ

واللهِ مِنْ هذا وهذا جاري

ولمّا اُحيط به بكربلاء وقيل له : انزل على حكم بني عمّك. قال : «لا والله ، لا اُعطيكم بيدي إعطاء الذّليل ، ولا أقرُّ إقرار العبيد». وشهد له بالشّمم والإباء وعزّة النّفس أعداؤه ؛ فلمّا كتب ابن زياد إلى ابن سعد عليهما لعائن الله : أنْ اعرض على الحسين وأصحابه النّزول على حُكمي ؛ فإنْ فعلوا فابعث بهم إليّ سلماً ، وإنْ أبوا فازحف إليهم حتّى تقتلهم وتمثّل بهم. قال ابن سعد : لا يستسلم والله حسين ؛ إنّ نفس أبيه بين جنبيه.أجل ، إنَّ نفس أبيه (ع) بين جنبيه ، وهو القائل : «ألا إنّ الدَّعيَّ ابن الدَّعيِّ قد رَكزَ بين اثنتين ؛ بين السلّة والذلّة ، وهيهات منّا الذلّة ، يأبى الله ذلك لنا ورسولُه

نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 571
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست