نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن جلد : 1 صفحه : 554
المجلس الثّاني والعشرون بعد
المئتين
في شرح النّهج لابن أبي الحديد : كان
سعيد بن سرح شيعةً لعلي بن أبي طالب (ع) ، فلمّا قدم زياد الكوفة والياً عليها
أيّام معاوية ، طلب سعيدَ بنَ سرح وأخافه ، فأتى سعيدٌ الحسنَ بن علي عليهماالسلام مستجيراً به ، فوثب
زياد على أخيه وولده وامرأته فحبسهم ، وأخذ ماله ونقض داره. فكتب الحسن بن علي عليهماالسلام إلى زياد : «من
الحسن بن علي إلى زياد : أمّا بعد ، فإنّك عمدتَ إلى رجل من المسلمين له ما لهم
وعليه ما عليهم ، فهدمت داره وأخذت ماله ، وحبست أهله وعياله ، فإذا أتاك كتابي
هذا ، فابني له داره واردد عليه عياله وشفّعني فيه ؛ فقد أجرته ، والسّلام». فلمّا
ورد الكتاب على زياد ، كتب إلى الحسن (ع) : من زياد بن أبي سفيان إلى الحسن بن
فاطمة ، أمّا بعد ، فقد أتاني كتابك تبدأ فيه بنفسك قبلي وأنت طالب حاجة ، وأنا
سلطان وأنت سوقة (أي : رعية) ، وتأمرني فيه بأمر المُطاع المُسلّط على رعيته. كتبت
إليّ في فاسق آويته ؛ إقامة منك على سوء الرّأي ورضاً منك بذلك. وأيم الله ، لا
تسبقني به ولو كان بين جلدك ولحمك ، وإنْ نلت بعضك غير رفيق بك ولا مرع عليك [١] فإنَّ أحبّ لحم إليّ أنْ آكله اللحم
الذي أنت منه ، فسلّمه بجريرته إلى مَن هو أولى به منك ، فإنْ عفوتُ عنه لم أكن
شفّعتك فيه ، وإنْ قتلتُه لم أقتله إلاّ لحبّه أباك ، والسّلام. فلمّا ورد الكتاب
على الحسن (ع) ، قرأه وتبسّم ، وكتب جواب كتابه كلمتين لا ثالثة لهما : «من الحسن
بن فاطمة إلى زياد بن سُميّة : أمّا بعد ، فإنّ رسول الله (ص)قال : الولد للفراش
وللعاهر الحجر ، والسّلام».
وقد اقتدى بزياد بن سُميّة في بغضه لعلي
(ع) وشيعته نغلُه عبيد الله بن مرجانة ، فقد