نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن جلد : 1 صفحه : 54
المجلس الثالث والعشرون
لمّا مات معاوية ـ وذلك في النصف من رجب
سنة ستّين من الهجرة ـ وتخلّف بعده ولده يزيد ، كتب يزيد إلى ابن عمّه الوليد بن
عتبة بن أبي سفيان ـ وكان والياً على المدينة ـ يأمره بأخذ البيعة على أهلها
وخاصّة على الحسين (ع) ، ولا يرخص له في التأخّر عن ذلك ، ويقول : إنْ أبى عليك
فاضرب عنقه وابعث إليّ برأسه. فأحضر الوليد مروان
بن الحكم واستشاره في أمر الحسين (ع) ، فقال : إنّه لا يقبل ولو كنت مكانك لضربت
عنقه. فقال الوليد : ليتني لم أك شيئاً مذكوراً. ثمّ بعث إلى الحسين (ع) في الليل
فاستدعاه ، فعرف الحسين (ع) الذي أراد ، فدعا بجماعة من أهل بيته ومواليه ـ وكانوا
ثلاثين رجلاً ـ فأمرهم بحمل السلاح ، وقال لهم : «إنّ الوليد قد استدعاني في هذا
الوقت ، ولست آمن أنْ يكلّفني فيه أمراً لا اُجيبه ، وهو غير مأمون ، فكونوا معي ،
فإذا دخلت إليه فاجلسوا على الباب ، فإنْ سمعتم صوتي قد علا ، فادخلوا عليه
لتمنعوه عنّي». فصار الحسين (ع) إلى الوليد ، فوجد عنده
مروان بن الحكم ، فنعى إليه الوليد موت معاوية ، فاسترجع الحسين (ع) ، ثمّ قرأ
الوليد عليه كتاب يزيد وما أمره فيه من أخذ البيعة منه ليزيد. فقال الحسين (ع) : «إنّي
أراك لا تقنع ببيعتي سرّاً حتّى اُبايعه جهراً فيعرف ذلك النّاس». فقال له الوليد
: أجل. فقال الحسين (ع) : «تصبح وترى رأيك في ذلك». فقال له الوليد : انصرف على
اسم الله حتّى تأتينا مع جماعة النّاس. فقال له مروان : والله ، لئن فارقك الحسين
السّاعة ولم يبايع ، لا قدرت منه على مثلها أبداً حتّى تكثر القتلى بينكم وبينه ،
ولكن احبس الرجل فلا يخرج من عندك حتّى يبايع أو تضرب عنقه. فوثب الحسين (ع) عند
ذلك ثمّ قال : «ويلي عليك يابن الزرقاء! أنت تأمر بضرب عنقي؟! كذبت والله ولؤمت».
ثمّ أقبل على الوليد فقال : «أيها الأمير ، إنّا أهل بيت النبوّة ومعدن الرّسالة
ومختلف الملائكة ، بنا فتح الله وبنا ختم ، ويزيد رجل فاسق شارب الخمر قاتل النفس
المحترمة معلن بالفسق ، ومثلي لا يبايع مثله. ولكن نصبح وتصبحون وننظر وتنظرون
أيّنا أحقّ بالخلافة والبيعة». ثمّ خرج ومعه مواليه
نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن جلد : 1 صفحه : 54