نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن جلد : 1 صفحه : 539
المجلس السّادس عشر بعد
المئتين
قال الصّدوق في كتاب كمال الدّين : كان
قسُّ بن ساعدة بن حداق بن زهير بن إياد بن نزار الأيادي أوّل مَن آمن بالبعث من
أهل الجاهليّة ، وأوّل مَن توكأ على عصا ، وكان يقول : إنّ لله ديناً هو خير من
الدّين الذي أنتم عليه. وكان النّبي (ص) يترحّم عليه ، ويقول : «يُحشر يوم القيامة
اُمّة واحدة». ثمّ روى بسنده عن أبي جعفر الباقر (ع) قال : «بينا رسول الله (ص) ذات
يوم بفناء الكعبة يوم افتتح مكّة ، إذ أقبل إليه وفد بكر بن وائل فسلّموا عليه ، فقال
(ص) : هل عندكم علمٌ من خبر قسِّ بن ساعدة الأيادي؟ قالوا : نعم يا رسول الله. قال
: فما فعل؟ قالوا : مات. فقال رسول الله (ص) : فكأنّي أنظر إلى قسِّ بن ساعدة
الأيادي وهو بسوق عكاظ على جمل له أحمر ، وهو يخطب النّاس ويقول : اجتمعوا أيّها
النّاس ، فإذا اجتمعتم فأنصتوا ، فإذا أنصتم فاستمعوا ، فإذا استمعتم فعُوا ، فإذا
وعيتم فاحفظوا ، فإذا حفظتم فاصدقوا. ألا أنّه مَن عاش مات ، ومَن مات فات ، ومَن
فات ليس بآت. إنّ في السّماء خبراً وفي الأرض عِبراً ، سقفٌ مرفوعٌ ومهادٌ موضوع ،
ونجومٌ تمور وليلٌ يدور ، وبحارُ ماء لا تغور. يحلف قسٌّ ما هذا بلعب ، وأنّ من
وراء هذا لعجباً. مالي أرى النّاس يذهبون فلا يرجعون؟! أرضَوا بالمقام فأقاموا ، أم
تُركوا فناموا؟ يحلف قسٌّ يميناً غيرَ كاذبة : أنّ لله ديناً هو خير من الدّين
الذي أنتم عليه. ثمّ قال رسول الله (ص) : رحم الله قسَّاً ، يُحشر يوم القيامة
اُمّة واحدة. ثمّ قال (ص) : هل فيكم أحدٌ يُحسن من شعره شيئاً؟ فقال بعضهم : سمعته
يقول :
في الأوَّلينَ الذَّاهبيْ
نَمنَ القُرونِ لنا بصائرْ
لمَّا رأيتُ مَوارداً
للموتِ ليسَ لها مصادرْ
ورأيتُ قَوْمي نحوَها
تمضِي الأكابرُ والأصاغرْ
لا يرجِعُ الماضي إليْ
يَ ولا منَ الباقينَ غابرْ
نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن جلد : 1 صفحه : 539