نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن جلد : 1 صفحه : 507
المجلس الثامن بعد المئتين
عن الإمام موسى بن جعفر عن أبيه عن جدّه
عن علي بن الحسين عليهمالسلام
، قال : «بينما أمير المؤمنين (ع) جالسٌ ذاتَ يوم مع أصحابه يُعبّئهم للحرب ، إذ
أتاه شيخ عليه هيئة السّفر فسلّم عليه ، ثمّ قال : يا أمير المؤمنين ، إنّي أتيتك
من ناحية الشام وأنا شيخ كبير ، قد سمعت فيك من الفضل ما لا اُحصيه ، فعلّمني ما
علّمك الله. قال : نعم يا شيخ ، مَن اعتدل يوماه فهو مغبون ، ومَن كانت الدنيا
همّته كثُرت حسرته عند فراقها ، ومَن كان غده شرّاً من يومه فمحروم ، ومَن لمْ
يُبالِ ما ذهب من آخرته إذا سلمت دنياه فهو هالك. يا شيخ ، مَن خاف البيات قَلّ
نومُه ، ما أسرع الليالي والأيام في عمر العبد! فاخزن لسانك وعد كلامك. يا شيخ ،
ارضَ للناس ما ترضى لنفسك ، وائت إلى النّاس ما تُحبّ أنْ يُؤتى إليك. ثمّ أقبل
على أصحابه ، فقال : أيّها النّاس ، أمَا تَرَون إلى أهل الدنيا يمسون ويصبحون على
أحوال شتّى؟ فبين صريع يتلوّى ، وبين عائد ومعود ، وآخر بنفسه يجود ، وطالب للدنيا
والموت يطلبه ، وغافل وليس بمغفول عنه ، وعلى أثر الماضي يصير الباقي. فقال له زيد
بن صوحان العبدي : يا أمير المؤمنين ، أيّ سلطان أغلب وأقوى؟ قال : الهوى. قال :
فأيّ ذُلّ أذل؟ قال : الحرص على الدنيا. قال : فأيّ فقر أشد؟ قال : الكفر بعد
الإيمان. قال : فأيّ عمل أفضل؟ قال : التّقوى. قال : فأيّ صاحب أشرّ؟ قال :
المُزيّن لك معصية الله. قال : فأيّ الخلق أشقى؟ قال : مَن باع دينه بدنيا غيره.
قال : فأيّ النّاس أحمق؟ قال : المغتر بالدنيا وهو يرى ما فيها من تقلّب أحوالها.
قال : فأيّ النّاس أشدّ حسرة؟ قال : الذي حُرم الدنيا والآخرة ، ذلك هو الخسران
المبين. قال : فأيّ الخلق أعمى؟ قال : الذي عمل لغير الله يطلب من عمله الثوابَ من
عند الله. قال : فأيّ المصائب أشد؟ قال : المصيبة بالدِّين. قال : فأيّ النّاس خير
عند الله؟ قال : أخوفهم له ، وأعملهم بالتّقوى ، وأزهدهم في الدنيا. قال : فأي
الكلام أفضل عند الله؟ قال : كثرة ذكره ، والتّضرع إليه ، ودعائه. ثُمّ أقبل (ع)
على الشيخ ، فقال : يا شيخ ، إنّ الله عزّ
نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن جلد : 1 صفحه : 507