responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 497

المجلس الرابع بعد المئتين

من وصيّة لأمير المؤمنين (ع) للحسن والحسين عليهما‌السلام ، لمّا ضربه ابن ملجم ـ لعنه الله ـ : «اُوصيكما بتقوى الله ، وأنْ لا تبغيا الدّنيا وإنْ بغتكما ، ولا تأسفا على شيء منها زوي عنكما ، وقولا بالحقّ واعملا للأجر ، وكونا للظالم خصماً وللمظلوم عوناً. اُوصيكما وجميع ولدي وأهلي ، ومَن بلغه كتابي هذا من المؤمنين ، بتقوى الله ونظم أمركم ، وصلاح ذات بينكم ؛ فإنّي سمعت جدّكما (ص) يقول : صلاح ذات البين أفضل من عامّة الصلاة والصيام. والله الله في الأيتام! فلا تغبّوا [١] أفواههم ، ولا يضيعوا بحضرتكم». بأبي واُمّي يا أمير المؤمنين! توصي ولديك الحسنين عليهما‌السلام بالأيتام ، فليتك لا غبت عن أيتام ولدك الحسين (ع) ليلة العاشر من المُحرّم وقد باتوا جياعى عطاشى ، بلا محامٍ ولا كفيل سوى العليل زين العابدين (ع) الذي نهكته العلّة فلا يستطيع النهوض ، وابنتك زينب عليها‌السلام التي قامت تجمع العيال والأطفال وتحرسهم تلك الليلة ، وقد أحرق القوم الخيام ونهبوا ما فيها ، ولا شك أنّهم باتوا تلك الليلة على وجه الأرض بلا غطاءٍ ولا وطاءٍ تحت السّماء ، وهم ينظرون إلى القتلى مجزّرة كالأضاحي جثثاً بلا رؤوس.

مُجرَّدينَ على الرَّمضَاءِ قدْ لبسُوا

منَ المهابَةِ أثواباً لها قُشُبَا

مُغسَّلينَ بمحمرِّ النَّجيعِ بنَى

نبلُ العِدى والقنا منْ فوقِهمْ قُبَبا

والله الله في جيرانكم! فإنّهم وصية نبيّكم ، ما زال يوصي بهم حتّى ظننا أنّه سيورّثهم ، والله الله في القرآن! لا يسبقكم بالعمل به غيركم ، والله الله في الصلاة! فإنّها عمود دينكم ، والله الله في بيت ربّكم! لا تخلوه ما بقيتم ؛ فإنّه إنْ تُرك لَمْ تناظروا ، والله الله في الجهاد بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم في سبيل الله! وعليكم بالتّواصل والتباذل


[١] أغبّ القوم : جاءهم يوماً وترك يوماً ، أي : لا تقطعوا الطعام عن أفواههم. ـ المؤلّف ـ

نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 497
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست