نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن جلد : 1 صفحه : 49
المجلس العشرون
عن معاوية بن وهب قال : دخلت يوم
عاشوراء إلى دار مولاي جعفر الصادق (ع) ، فرأيته ساجداً في محرابه ، فجلست من
ورائه حتّى فرغ فأطال في سجوده وبكائه ، فسمعته يناجي ربّه وهو ساجد وهو يقول : «اللهمّ
، يا من خصّنا بالكرامة ووعدنا بالشفاعة وحمّلنا الرسالة ، وجعلنا ورثة الأنبياء ،
وختم بنا الاُمم السّالفة ، وخصّنا بالوصيّة ، وجعل أفئدة من النّاس تهوي إلينا ،
اغفر اللهمَّ لي ولإخواني ولزوّار أبي عبد الله الحسين (ع) الذين أنفقوا أموالهم
في حبّه ، وأشخصوا أبدانهم ؛ رغبة في برّنا ، ورجاء لما عندك في صلتنا ، وسروراً
أدخلوه على نبيّك محمّد (ص) ، وإجابة منهم لأمرنا ، وغيظاً أدخلوه على عدوّنا
وأرادوا بذلك رضوانك. اللهمَّ ، فكافهم عنّا بالرضوان ، واكلأهم بالليل والنّهار ،
وأخلفهم في أهاليهم وأولادهم الذين خلّفوا أحسن الخلف ، واكفهم شرّ كلّ جبّار عنيد
وكلّ ضعيف من خلقك وشديد ، وشرّ شياطين الإنس والجنّ ، وإعطهم أفضل ما أمّلوه منك
في غربتهم عن أوطانهم ، وما آثرونا به على أبنائهم وأهاليهم وقرابتهم. اللهمَّ ،
إنّ أعداءنا عابوا عليهم خروجهم فلم ينههم ذلك عن النّهوض والشخوص إلينا ؛ خلافاً
منهم على مَن خالفنا ، فارحم تلك الوجوه التي غيّرتها الشمس ، وارحم تلك الخدود
التي تقلّبتْ على قبر أبي عبد الله الحسين ، وارحم تلك الأعين التي جرت دموعها
رحمة لنا ، وارحم تلك القلوب التي حزنت لأجلنا واحترقت بالحزن ، وارحم تلك الصّرخة
التي كانت لأجلنا. اللهمَّ ، إنّي استودعك تلك الأنفس وتلك الأبدان حتّى ترويهم من
الحوض يوم العطش الأكبر ، وتدخلهم الجنّة وتسهّل عليهم الحساب ، إنّك أنت الكريم
الوهّاب». قال : فما زال الإمام (ع) يدعو لأهل الإيمان ولزوّار قبر الحسين (ع) وهو
ساجد في محرابه ، فلمّا رفع رأسه أتيت إليه وسلّمت عليه وتأمّلت وجهه ؛ فاذا هو
كاسف اللون متغيّر الحال ظاهر الحزن ، ودموعه تنحدر على خدّيه كاللؤلؤ الرطب ،
فقلت : يا سيّدي ، ممَّ بكاؤك؟ لا أبكى الله لك عيناً ، وما الذي حلّ بك؟ فقال لي
: «أوَ في غفلة أنت عن هذا اليوم؟! أما علمت أنّ جدّي
نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن جلد : 1 صفحه : 49