نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن جلد : 1 صفحه : 457
رسول الله (ص) إلاّ
تبوك ، وله في الجميع بلاء عظيم وأثر لم يكن لأحد من النّاس.
وإذا نظرنا إلى علمه ، وجدناه العالم
الربّاني الذي يقول على ملاء من النّاس : «سلوني قبل أنْ تفقدوني». ومَن ذا الذي
يجرؤ من النّاس أنْ يقول هذا الكلام ، فوق المنبر ، على حشدٍ من اُلوف الخلق؟ وما
يُؤمنه أنْ يسأله سائل سؤالاً لا يكون عنده جوابه فيخجله فيه ، لا يجرؤ على هذا
القول إلاّ مَن يكون واثقاً من نفسه بأنّ عنده جواب كلّ ما يُسأل عنه. وهل تنحصر
المسألة في علم من العلوم ، أو ناحية من النّواحي حتّى يجرؤ أحد على هذا القول ،
لا يكون مؤيَّداً بتأييد إلهي ، وواثقاً من نفسه كلّ الوثوق بأنّه لا يغيب عنه
جواب مسألة مهما دقّت واُشكلت؟ إنّ هذا المقام يقصر العقل عن الإحاطة به. ويُسأل ،
وهو على المنبر ، عن مسافة ما بين المشرق والمغرب ، فيُجيب بـ «إنّه مسير يوم
للشمس». ويُسأل عمّا بين الحقّ والباطل ، فيقول : «مسافة أربع أصابع ؛ الحقّ أنْ
تقول رأيت بعيني ، والباطل أنْ تقول سمعت باُذني». ويُسأل عن رجلين جلسا يتغدّيان
، ومع أحدهما خمسة أرغفة ، ومع الآخر ثلاثة. فجلس معهما رجل وأكلوا الأرغفة
الثمانية ، فطرح إليهما الرجل ثمانية دراهم عوضاً عمّا أكل. فقال صاحب الخمسة
الأرغفة : لي خمسة دراهم ولك ثلاثة. فقال صاحب الثلاثة الأرغفة : لا أرضى إلاّ أنْ
تكون الدراهم بيننا نصفّين. فيحكم علي (ع) : «إنّ لصاحب الثلاثة درهماً واحداً ،
ولصاحب الخمسة سبعة دراهم» ؛ وذلك لأنّ الثمانية الأرغفة : أربعة وعشرون ثُلثاً ،
لصاحب الثلاثة منها تسعة أثلاث ، أكل منها ثمانية وأكل الضيف واحداً ، ولصاحب
الخمسة خمسة عشر ثُلثاً ، أكل منها ثمانية وأكل الضيف سبعة. فهذه المسألة لو أجاب
عنها أمهر رجل في الحساب بعد طول الفكرة والرويّة ، وأصاب فيها ، لكان له الفخر. ويُؤتى
عمر بن الخطاب بامرأة ولدت لستّة أشهر ، فيهّم برجمها ، فيقول له علي (ع) : «إنْ
خاصمتك بكتاب الله خصمتك ؛ إنّ الله تعالى يقول : (وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ
ثَلاَثُونَ شَهْراً). ويقول : (وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنّ
حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ). فإنْ كانت مدّة الرّضاعة حولين كاملين ، والحمل والفصال
ثلاثون شهراً ، كان الحمل فيها ستّة أشهر». فخلّى عمر سبيلها ، وثبت الحكم بذلك ،
فعمل به الصحابة والتابعون ، ومَن أخذ عنهم إلى يومنا هذا.
ويُؤتى عمر بمجنونة زنت ، فيأمر بجلدها
الحدّ ، فيقول له علي (ع) : «إنّ النّبي (ص) قد رفع القلم عن المجنون حتّى يفيق».
فيقول عمر : فرّج الله عنك ، لقد كدتُ
نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن جلد : 1 صفحه : 457