نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن جلد : 1 صفحه : 429
المجلس الثمانون بعد المئة
كان قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري من
أجلاّء الصحابة ، ومن المتفانين في حبّ علي (ع) ونصره. وفي الإستيعاب ، قال
الواقدي : كان قيس بن سعد من كرام أصحاب رسول الله (ص) ، وأسخيائهم ودهاتهم. قال
أبو عمرو : كان أحد الفضلاء الأجلّة ، وأحد دهاة العرب ، وأهل الرأي والمكيدة في
الحرب ، مع النّجدة والبسالة ، والسخاء والكرم ، وكان شريف قومه غير مدافع ، وكان
يقول : اللهمّ ، ارزقني حمداً ومجداً ؛ فإنّه لا حمد إلاّ بفعال ، ولا مجد إلاّ
بمال. واستقرض منه رجل ثلاثين ألفاً ، فلمّا ردّها عليه أبى أنْ يقبلها ، وقال :
إنّا لا نعود في شيء أعطيناه. وشكت إليه عجوز أنّه ليس في بيتها جرذ ، فقال : ما
أحسن ما سألت! أما والله ، لأكثرنّ جرذان بيتك ، فملأ بيتها طعاماً وأداماً. ولمّا
خرج أبوه من المدينة ، قسّم ماله بين أولاده ، وكان له حمل لا يعلم به ، فلمّا
توفي أبوه ، طلبوا إلى قيس أنْ ينقض القسمة ، فقال : نصيبي للمولود ، ولا أنقض ما
صنع أبي. وكان لقيس دَينٌ كثيرعلى النّاس ، فمرض واستبطأ عوّاده ، فقيل : إنّهم
يستحون من أجل دينك. فأمر فنودي : مَن كان لقيس عليه دَين فهو له ، فتزاحم النّاس
على عيادته حتّى هدموا درجة كانوا يصعدون عليها إليه. وقال أنس بن مالك : كان قيس
من النبيّ (ص) بمنزلة صاحب الشرطة من الأمير. صحب قيس علي بن أبي طالب (ع) ، وشهد
معه الجمل وصفّين والنّهروان هو وقومه ، ولم يفارقه حتّى قُتل. وكان علي (ع) قد
ولاّه على مصر ، فضاق به معاوية وكايد فيه عليّاً ففطن له ، فلم يزل به الأشعث
وأهل الكوفة حتّى عزله ، وولّى محمّد بن أبي بكر ففسدت عليه مصر. وكان قيس مع
الحسن (ع) على مقدّمته ، ومعه خمسة آلاف قد حلقوا رؤوسهم وتبايعوا على الموت ،
فلمّا دخل الحسن (ع) في بيعة معاوية أبى قيس أنْ يدخل. قال أبو الفرج : إنّه نهض
بمَن معه لقتال معاوية ، وخرج إليهم بُسر
نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن جلد : 1 صفحه : 429