نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن جلد : 1 صفحه : 384
الغلام : يا عمّاه!
ـ أو يا اُمّاه! ـ فأخذه الحسين (ع) فضمّه إلى صدره ، وقال : «يابن أخي ، اصبر على
ما نزل بك واحتسب في ذلك الخير ، فإنّ الله يلحقك بآبائك الصالحين ؛ برسول الله
وعلي وحمزة وجعفر والحسن صلّى الله عليهم أجمعين». فرماه حرملة بسهم فذبحه ، وهو
في حجر عمّه ، فرفع الحسين (ع) يدَيه وقال : «اللهمّ ، امسك عنهم قطرَ السّماء ،
وامنعهم بركات الأرض. اللهمّ ، فإنْ متّعتهم إلى حين ، ففرّقهم فرقاً ، واجعلهم
طرائقَ قِدداً ، ولا تُرضِ الولاة منهم أبداً ؛ فإنّهم دعونا لينصرونا ثمّ عدوا
علينا فقتلونا».
هَبُوا أنّكُمْ قاتلتمُ فقتلتُمُو
فما بالُ أطفال تُقاسي نبالَها
ودعا علي (ع) على بُسر ، فقال : «اللهمّ
، لا تمته حتّى تسلبه عقله ، ولا توجب له رحمتك ولا ساعة من نهار». فلم يلبث بعد
ذلك ألا يسيراًً حتّى ذهب عقله ، وكان يهذي بالسيف ويقول : أعطوني سيفاً اُقتل به.
ولا يزال يردّد ذلك حتّى اتّخذ سيفاً من خشب ، وكانوا يدنون منه المرفقة ، فلا
يزال يضربها حتّى يغشى عليه ، فلبث كذلك إلى أنْ مات. وقد كان مسلم بن عقبة وعبيد
الله بن زياد ليزيد ، كما كان بُسر لمعاوية ؛ أمّا مسلم بن عقبة ، فهو صاحب وقعة
الحَرّة التي أباح فيها المدينة ثلاثاً ، وبايع النّاس على أنّهم عبيداً رقّاً
ليزيد بن معاوية ؛ وأمّا عبيد الله بن زياد ، فهو الذي بعث العساكر لقتال الحسين (ع)
؛ إرضاءً ليزيد بن معاوية ، ولم يكفهِ ذلك حتّى أمرهم بمنع الحسين (ع) وأصحابه
الماء ، فنفّذ ذلك ابن سعد ، ومنع الحسين (ع) وعياله وأطفاله الماء ، وجعل يطلب
شربة من الماء فلا يجاب ، وكلّما حمل بفرسه على الفرات ، حملوا عليه حتّى كشفوه
عنه إلى أنْ قتلوه عطشانَ ظامياً. ولم يكفهم ذلك ، حتّى أمر ابن زياد أنْ يُوطئوا
الخيل صدرَ الحسين (ع) وظهره بعد القتل ، ففعل ابن سعد ذلك ، ولم يكفهم هذا كلّه
حتّى حملوا رأسه الشريف ، ورؤوس أصحابه وأهل بيته على أطراف الرماح ، وسبوا نساءه
وعياله وبنات رسول الله (ص) من بلد إلى بلد :
بَنى لَهُمُ الماضونَ آساسَ هَذِهِ
فَعَلّوا عَلى آساسِ تِلكَ القَواعِدِ
أَلا لَيسَ فِعلُ الأَوَّلينَ وَإِنْ
عَلا
عَلى قُبحِ فِعلِ الأَخَرينَ بِزائِدِ
نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن جلد : 1 صفحه : 384