نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن جلد : 1 صفحه : 362
فلمّا نظر إليهم
معاوية قد أقبلوا ، قال :
إذا قلتُ قدْ ولَّتْ ربيعةُ أقبَلَتْ
كتائبُ منهُمْ كالجبالِ تُجالدُ
ثمّ خرج عن سرادقه هارباً إلى بعض مضارب
العسكر فدخل فيه. ونذر معاوية سبي نساء ربيعة إنْ ظفر بهم ، وقتل رجالهم ، فقال في
ذلك خالد بن المعمّر :
تمنَّى ابنُ حرْبٍ نذْرَةً في
نِسْائِنا
ودونَ الذي ينْوي سيوفٌ قواضبْ
ولمْ يرث يزيد سبي نساء المسلمين عن
كلالة ، بل ورث ذلك عن أبيه ، فكما نذر أبوه سبي نساء ربيعة إنْ ظفر بهم ، سبى هو
نساء سادات المسلمين وعقائل بيت النّبوّة ، وأمر بحملهنّ إليه من العراق إلى الشام
، فحُملوا إليه على أقتاب الجمال ، وساروا بهنّ كما يُسار بسبايا الكفّار.
يُسار بها عُنْفاً بلا رِفقِ مَحْرَمٍ
بها غير مغلولٍ يحنُّ على صَعْبِ
ولمّا وردوا دمشق ، اُوقِفوا على درج
باب المسجد الجامع حيث يُقام السبي ، وبينهم زين العابدين (ع) وهو مغلول بغُلٍّ
إلى عنقه ، وهو إمام أهل البيت الطاهر ، ووارث علوم جده الرسول (ص). ثمّ اُدخلوا
على يزيد ، وهم مُقرَّنون في الحبال وزين العابدين (ع) مغلول ، فلمّا وقفوا بين
يديه ، وهم على تلك الحال ، قال له علي بن الحسين (ع) : «أنشدك الله يا يزيد ، ما
ظنّك برسول الله (ص) ، لو رآنا على هذه الصفة؟!». فلمْ يبقَ في القوم أحد إلاّ
وبكى ، فأمر يزيد بالحبال فقُطعت ، وأمر بفكّ الغُلّ عن زين العابدين (ع) :
خلتْ الحميَّةُ يا اُميّةُ فاخلَعِي
حُلَل الحَيا وبثوبِ بغْيكِ فارْفُلي
سوّدْتِ وجهَ حَفائظِ العَربِ التي
كرُمتْ إذا ظفرتْ برحلٍ مُفْضِلِ
نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن جلد : 1 صفحه : 362