نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن جلد : 1 صفحه : 345
المجلس السّادس والأربعون
بعد المئة
لمّا كان يوم صفّين صلّى علي (ع) صلاة
الغَداة ، ثمّ زحف إلى أهل الشام ، فلمّا أبصروه قد خرج ، استقبلوه بزحوفهم
فاقتتلوا قتالاً شديداً ، ثمّ إنّ خيل أهل الشام حملت على خيل أهل العراق فاقتطعوا
من أصحاب علي ألف رجل أو أكثر ، فأحاطوا بهم وحالوا بينهم وبين أصحابهم فلمْ يروهم
، فنادى علي (ع) يومئذ : «ألا رجل يشري نفسه لله ويبيع دنياه بآخرته؟». فأتاه رجل
من جُعف يقال له : عبد العزيز بن الحارث على فرس أدهم ، كأنّه غراب مقنّعاً في
الحديد لا يُرى منه إلاّ عيناه ، فقال : يا أمير المؤمنين ، مُرني بأمرك ، فوالله
، ما تأمرني بشيء إلاّ صنعته. فقال علي (ع) :
سمحْتَ بأمرٍ لا يُطاقُ حفيظةً
وصِدقاً وإخوانُ الحفاظِ قليلُ
جزاك إلهُ النّاسِ خيراً فقدْ وفَتْ
يداكَ بفضلٍ ما هناكَ جزيلِ
«أبا الحارث ، شدّ الله ركنك ، احمل على
أهل الشام حتّى تأتي أصحابك فتقول لهم : أمير المؤمنين يقرأ عليكم السّلام ، ويقول
لكم : هلّلوا وكبّروا من ناحيتكم ، ونُهلّل نحن ونكبّر من ناحيتنا ، واحملوا من
جانبكم ، ونحمل نحن من جانبنا على أهل الشام». فضرب الجُعفي فرسه حتّى إذا قام على
السنابك حمل على أهل الشام المحيطين بأصحاب علي (ع) ، فطاعنهم ساعة وقاتلهم ،
فانفرجوا له حتّى أتى أصحابه. فلمّا رأوه استبشروا به وفرحوا ، وقالوا : ما فعل
أمير المؤمنين؟ قال : صالح يقرؤكم السّلام ويقول لكم : هلّلوا وكبّروا واحملوا
حملة رجل واحد من ذلك الجانب ، ونهلّل نحن من جانبنا ونكبّر ونحمل من خلفكم.
فهلّلوا وكبّروا وحملوا ، وهلّل علي (ع) وأصحابه وكبّروا وحملوا على أهل الشام ،
فانفرج أهل الشام عنهم ، فخرجوا وما اُصيب منهم رجل واحد ، ولقد قُتل من فرسان أهل
الشام يومئذ زهاء سبعمئة رجل. فقال علي (ع) : «مَن أعظم النّاس غناءً؟». فقالوا :
أنت يا أمير المؤمنين. قال : «كلاّ ، ولكنّه الجُعفي». إنّ مقام هذا الجُعفي
بصفّين لمقامٌ عظيمٌ ، وكفاه شهادة أمير المؤمنين (ع) له بأنّه أعظم النّاس
نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن جلد : 1 صفحه : 345