نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن جلد : 1 صفحه : 332
هذه الكرامة؟
وتقدّم الحرّ بن يزيد ، فقال للحسين (ع)
أنّه اُمر بأنْ يقدم به على عبيد الله بن زياد. لم يجبه الحسين (ع) ، بل أمر
مؤذّنه أنْ يؤذّن لصلاة الظّهر ، ثُمّ خطب الجميع ؛ أصحابه وخصومه على السّواء ،
أو خصومه بوجه خاص.
«أيّها النّاس ، إنّي لم آتكم حتّى
أتتني كتبكم ورسلكم أنْ اقدم علينا فليس علينا إمام ، لعلّ الله يجمعنا بك على
الهُدى والحقّ. فقد جئتكم ، فإنْ تعطوني ما اطمئنّ إليه من عهودكم ومواثيقكم أقدم
مصركم ، وإنْ لم تفعلوا ، أو كنتم لقدومي كارهين ، انصرفت عنكم إلى المكان الذي
أقبلت منه».
وكانت لحظة صمت جماعية لا يدري أحد ما
جرى في أذهانهم ، ولعلّهم كانوا جميعاً يودّون لو يُقاتلون من أجله ، ولكن الخوف
والمصلحة وكلّ عروض الدّنيا كانت تقف دون ذلك.
عندئذٍ التفت الحسين (ع) وقال للمؤذّن :
«اقم الصّلاة». ثُمّ التفت للحرّ بن يزيد وسأله : «هل يُصلّي كلّ فريق على حِدة؟».
فقال الحرّ : بل نُصلّي بصلاتك.
وانتهت الصّلاة خلف الحسين (ع) ، وبدأ
ركب الحسين (ع) يتّجه وجهته ، وبدأ الحرّ يتعقّبه ، وكلّما اتجه وجهة اُخرى ،
حاصره وردّه إلى طريق الكوفة. وأخيراً وقف الحسين (ع) مرّة اُخرى يعظهم.
«أيّها النّاس ، إنّ رسول الله (ص) قال
: مَن رأى سُلطاناً جائراً ؛ مُستحلاً لحرم الله ، ناكثاً لعهد الله ، مُخالفاً
لسنّة رسول الله ، يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان ، فلم يُغيّر ما عليه بعمل
ولا قول كان حقّاً على الله أنْ يدخله مدخله. ألا وأنّ هؤلاء قد لزموا طاعة
الشّيطان وتركوا طاعة الرّحمن ، وأظهروا الفساد ، وعطّلوا الحدود ، واستأثروا
بالفيء ، وأحلّوا حرام الله وحرّموا حلاله. وأنا أحقّ من غيري وقد أتتني كُتبكم
ورُسلكم ببيعتكم ، وأنّكم لا تُسلّمونني ولا تخذلونني ؛ فإنْ بقيتم على بيعتكم ،
تصيبوا رشدكم ، وأنا الحسين بن علي ، ابن فاطمة بنت رسول الله (ص) ، نفسي مع
أنفسكم وأهلي مع أهلكم فلكم فيّ اُسوة ، وإنْ لم تفعلوا ونقضتم عهدي وخلعتم بيعتي
، فلعمري ما هي لكم بنكير ، والمغرور من اغترّ بكم ؛ فحظّكم أخطأتم ونصيبكم ضيعتم.
ومَن نكث فإنّما ينكث على نفسه ، وسيغنيني الله عنكم».
نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن جلد : 1 صفحه : 332