responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 32

المجلس الحادي عشر

ممّا جاء في تواضع الحسين (ع) ، وكرم أخلاقه : أنّه (ع) مرّ بمساكين قد بسطوا كساء لهم وألقوا عليه كسراً ، فقالوا له : هلمّ يابن رسول الله. فجلس وأكل معهم ، ثمّ تلا : «إنّ اللّه لا يُحِبّ المتكبّرين». ثمّ قال (ع) : «قد أجبتكم فأجيبوني». قالوا : نعم يابن رسول الله. فقاموا معه حتّى أتوا منزله ، فقال لجاريته : «اخرجي ما كنتِ تدّخرين». وجنى غلام له جناية توجب العقاب ، فأمر به أنْ يُضرب ، فقال : يا مولاي (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ). قال (ع) : «خلّوا عنه». فقال : يا مولاي (وَالْعَافِينَ عَنِ النّاسِ). فقال (ع) : «قد عفوت عنك». فقال : يا مولاي (وَاللّهُ يُحِبّ الْمُحْسِنِين) فقال (ع) : «أنت حرّ لوجه الله تعالى ، ولك ضعف ما كنت أعطيك». وممّا جاء في عبادة الحسين (ع) : أنّه حجّ خمس وعشرين حجّة ماشياً ، وأنّ النّجائب لتقاد معه. وقيل له يوماً : ما أعظم خوفك من ربّك! فقال : «لا يأمن من يوم القيامة إلاّ مَن خاف الله في الدنيا». وكان إذا توضّأ تغيّر لونه وارتعدت مفاصله ، فقيل له في ذلك ، فقال (ع) : «حقّ لمَن وَقفَ بين يدي الملك الجبّار أنْ يصفرّ لونه وترتعد مفاصله». وأمّا إباؤه للضيم ، فقد ضُربت به الأمثال ونُظمت فيه الأشعار. قال الشاعر :

وإنَّ الاُولى بالطفِّ من آلِ هاشمٍ

تآسَوا فسنّوا للكرام التآسيا

وقال بعضهم : كأنّ أبيات أبي تمّام في محمّد بن حميد الطوسي ما قيلت إلاّ في الحسين (ع) :

وقدْ كان فوتُ الموتِ سهلاً فردَّهُ

إليه الحفاظُ المرّ والخُلُقُ الوعرُ

ونفسٌ تعافُ الضّيمَ حتّى كأنّما

هو الكُفرُ يومَ الرّوعِ أو دونه الكفرُ

فأثبتَ في مُسْتنقعِ الموتِ رِجلَهُ

وقال لها من دون أخمصكِ الحشرُ

تردَّى ثيابَ الموت حُمراً فما دَجا

لها الليلُ إلاّ وهي من سندس خُضرُ

نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 32
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست