نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن جلد : 1 صفحه : 297
المجلس التّاسع والثّلاثون
بعد المئة
لمّا كان يوم الجمل ـ وهي الحرب التّي
وقعت بين علي (ع) وبين عائشة وطلحة والزّبير بالبصرة ، وإنّما سمّيت حرب الجمل ؛
لأنّ عائشة ركبت على جمل اسمه عسكر في هودج وضعت عليه الدّروع ، وكان جملها لواء
أهل البصرة ـ كان مع علي (ع) عشرون ألفاً ، فيهم من الصّحابة ـ على بعض الرّوايات
ـ ألف وخمسمئة ، ومن البدريين ثمانون ، وممّن بايع تحت الشّجرة مئتان وخمسون. ومع
عائشة ثلاثون ألفاً ، وقُتل من الفريقين عشرون ألفاً. وزحف علي (ع) بالنّاس ثُمّ
أوقفهم من صلاة الغداة إلى صلاة الظّهر يدعوهم ويُناشدهم ، ويقول لعائشة : «إنّ
الله أمركِ أنْ تقرّي في بيتك ، فاتّقي الله وارجعي». ويقول لطلحة والزّبير : «خبأتما
نساءكما وأبرزتما زوجة رسول الله!». فيقولا : إنّما جئنا نطلب بدمّ عثُمّان ، وأنْ
يُردّ الأمر شورى. ودعا أمير المؤمنين (ع) الزّبير فخرج إليه ، وعلي (ع) حاسر
والزّبير عليه السّلاح ، فقال له (ع) : «أما تذكر يوم رآك رسول الله وأنت تتبسّم
إليّ ، فقال لك : أتحب عليّاً؟. فقُلت له : كيف لا اُحبّه وبيني وبينه من النّسب
والمودّة في الله ما ليس لغيره! فقال : إنّك ستقاتله وأنت ظالم له. فقلتَ : أعوذ
بالله من ذلك؟». قال : اللهمّ نعم. قال (ع) : «أفجئت تُقاتلني؟». قال : أعوذ بالله
من ذلك. قال : «دع هذا ، بايعتني طائعاً ثُمّ جئت محارباً ، فما عدا مما بدا؟».
قال : لا جرم ، والله لا قاتلتك. ثُمّ رجع ، فلقيه عبد الله ابنه ، فقال : أجبناً
يا أبتِ؟! فقال : يا بُني ، قد علم النّاس أنّي لست بجبان ، ولكن ذكّرني عليّ
شيئاً سمعته من رسول الله (ص) ، فحلفت أنْ لا اُقاتله. فقال : دونك غلامك مكحولاً
، فأعتقه كفارة ليمينك. قالت عائشة : لا والله ، بل خفت سيوف ابن أبي طالب ، أما
إنّها طوال حداد ، تحملها سواعد فتية أنجاد ، ولئن خفتها فلقد خافها الرّجال من
قبلك. فحمي الزّبير ونزع سنان رمحه وحمل على عسكر علي (ع) ، فقال علي (ع) : «دعوه
، فإنّه محمول عليه فأفرجوا له». فغاص فيهم حتّى دخل من جانب وخرج من آخر ثُمّ رجع
، فقال لهم : أهذا فعل
نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن جلد : 1 صفحه : 297