نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن جلد : 1 صفحه : 295
المجلس الثّامن والثّلاثون
بعد المئة
قال الله تعالى مُخاطباً لنبيه الكريم
محمّد : (وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لانفَضّوا مِنْ حَوْلِك) وقال
تعالى : (وَإِنّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيم). وقال رسول الله (ص) : «حُسن الخُلق
نصف الدّين». وقال : «ما من شيء أثقل في الميزان من حُسن الخُلق». وقال : «عليكم
بحسن الخُلق ؛ فإنّ حسن الخُلق في الجنّة لا محالة ، وإيّاكم وسوء الخُلق ؛ فإنّ
سوء الخُلق في النّار لا محالة». وكان رسول الله (ص) يقول : «اللهمَّ ، أحسنت
خَلقي فاحسن خُلقي». وقال : «إنّكم لن تسعوا النّاس بأموالكم ، فسعوهم بأخلاقكم».
وقال : «أفضل النّاس إيماناً أحسنهم خُلقاً ، وأصلح النّاس أنصحهم للنّاس ، وخير
النّاس من انتفع به النّاس». وقال : «إنّ جبرائيل ، الرّوح الأمين ، نزل عليّ من
عند رب العالمين ، فقال : يا محمّد ، عليك بحسن الخُلق ، فإنّه ذهب بخير الدّنيا
والآخرة». وكان رسول الله (ص) جامعاً لمكارم الأخلاق مستكملاً فضائلها ، كان دائم
البشر سهل الخُلق ليّن الجانب ، ليس بفظّ ولا غليظ ، ولا عيّاب ولا مدّاح ، شديد
الحياء والتواضع ، يأكُل على الأرض ويجلس جِلسة العبد ، ويخصف [١] نعله بيده ويرقّع ثوبه بيده ، ويركب
الحمار العاري ويردف خلفه ، ويحلب شاته ويخدم أهله ، ويجيب دعوة المملوك ، ويُحب
المساكين ويجلس معهم ويعود مرضاهم ويُشيّع جنائزهم ولا يُحقّر فقيراً ويقبل
المعذرة. عن أبي ذر رضي الله عنه قال : كان رسول الله يجلس بين أصحابه كأنّه أحدهم
، فيجيء الغريب فلا يدري أيّهم هو حتّى يسأل ، فطلبنا إلى النّبي أنْ يجعل له
مجلساً يعرفه الغريب إذا أتاه ، فبنينا له دكّة [٢] من طين ، فكان يجلس عليها ونجلس
بجانبيه. عن أنس بن مالك قال : كان رسول الله (ص)